من هي السيدة “تعلات” رابعة زمانها؟

دينبريس
2019-11-01T22:14:28+01:00
تقارير
دينبريس18 مارس 2018آخر تحديث : الجمعة 1 نوفمبر 2019 - 10:14 مساءً
من هي السيدة “تعلات” رابعة زمانها؟

موسم  للا تعلات
موسم للا تعلات
ذكرت كتب التاريخ التي تناولت سيرة هذه المرأة المشهورة بسوس بـ”تعلات” أن اسمها الحقيقي هو “فاطمة بنت محمد”، هلالية الأصل، من بني عبلي. وبنو عبلي فرع من بني الحسن الذين ينتهي نسبهم إلى “عبد الله بن جعفر”. وكانت معروفة بلقب “رابعة زمانها” نسبة إلى رابعة العدوية التي عرفت بزهدها وتقواها وصلاحها.

وصفت السيدة “تعلات” من طرف من أرخوا لسيرتها على أنها: “عالمة عجيبة الحال، من الصالحات القانتات الصابرات الخاشعات، الذاكرات لله كثيرا، العابدات”. انتشر صيتها، وعم بلاد سوس والغرب، وأثنى عليها الناس، ذاع ذكرها بالولاية والصلاح عند الخاصة والعامة، وتحكى عنها كرامات كثيرة، وشهد لها بذلك أكابر العلماء العاملين وأهل الخير والمحبة والدين، من ذلك أن الشيخ العالم، سيدي امحمد بن الصالح، الملقب بالمُعطى البجعدي كتب إليها يسلم عليها ويطلب منها الدعاء”.

وقال عنها الفقيه “محمد بن أحمد البوقدوري”: “ومن كرامات هذه الولية الصالحة أن الفقراء الناصرين يزورونها كل عام في أول فبراير، فإن أجدبت السنة صلوا صلاة الاستسقاء، وإلا فلا”. وكانوا يبيتون فيها ليلة الجمعة، ويحيون تلك الليلة بالذكر والمذاكرة..

شاعرة زاهدة عايشت المولى اليزيد

 

ورد في سيرة “تعلات” أنها ماتت رحمة الله عليها سنة 1207هـ، هـ أي بعد وفاة السلطان “المولى يزيد” العلوي بسنة واحدة، وكانت معمرة ومسنة، حيث عاشت قرنا كاملا، حتى تجاوز عمرها أكثر من 110 سنوات. وذكر الفقيه “البوقدوري” أن السيدة “تعلات” تركت قصائد شعرية أمازيغية سوسية، في موضوع التوسل والإرشاد ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها هذه المنظومة الرائعة المنقولة من رسالة للباحثة الأستاذة “خديجة كمايسين”، وفيها حوالي 50 بيتا شعريا، وفيما يلي مطلع هذه المنظومة:

“…أصالي على محمد الرسولي إيهوزا إيكنوان إيهوزا العرشي إيهوزكن أيا حبيب الرسولي نوزن تيبراتين أيي داك تلكمي أويدا رانين نرا أداون إينيخ إيدا الواصيات أمودو نراتي أتامنم سربي دنابينخ أوري لي ماتيلكمن نتان أداون مليخ…”

وترجمتها إلى اللغة العربية: “الصلاة على محمد الرسول هزت السماوات وهزت العرش وهزتكم، أيها الحبيب الرسول بعثنا الرسائل للقدوم طرا إلينا، أيها المريدون نود أن نترك هذه الوصايا فمقصدنا أن تؤمنوا بالله ونبينا فليس من يدرك مقامه فاتخذوه دليلا”.

المؤتمر السنوي للأئمة والقيمين الدينيين

يقام قرب ضريحها موسم ديني يحضره جم غفير من الأئمة وحفظة كتاب الله، وأما تاريخ تأسيسه، فقد أسس عام خمسة وخمسين ومائتين وألف من الهجرة، من طرف القائد المسمى “الحاج أحمد إكني الحاحي” الذي نزل بـ”تارودانت” و”تدسي”، حيث لاتزال أطلال داره باقية بـ”تدسي”. وعلى هذا فقد كان بين موتها وبين تأسيس موسمها 48 سنة.

ومنذ تأسيسه وهو يشهد تدفق أعداد كبيرة من حملة الكتاب يأتون إليه من كل فج عميق، ويعكفون على قراءة القرآن ليلا ونهارا، لا سيما ليلة الجمعة، فإنهم يحيونها بترتيل القرآن بـ”تحزابت” من صلاة العشاء إلى صلاة الصبح، وهي طريقة مشهورة بسوس لقراءة القرآن بشكل جماعي.

يعتبر “موسم  للا تعلات”  ـ جماعة تسكدلت اشتوكة أيت باها ـ من المواسم المشهورة بجهة بسوس على الصعيد الوطني وينعقد بداية شهر مارس الفلاحي، يبتدئ من يوم الثلاثاء وينتهي يوم الجمعة بالدعاء. ويشارك فيه أزيد من 15000 إمام وفقيه وطالب ويعد من المتنفسات التي تلتقي فيها أسرة المساجد بالجهة لصلة الرحم ومناقشة المستجدات والتطورات..

المصدر: الرابطة الوطنية لأسرة المساجد بالمغرب

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.