مركز العمران الحضاري للثقافة والعلوم ينظم محاضرة في “معالم المنهج التفسيري عند الإمام ابن عطية”

دينبريس
تقارير
دينبريس31 مارس 2024آخر تحديث : الأحد 31 مارس 2024 - 3:10 مساءً
مركز العمران الحضاري للثقافة والعلوم ينظم محاضرة في “معالم المنهج التفسيري عند الإمام ابن عطية”

تقرير الأستاذ الطالب عبد الرحمان بودخيل
نظَّم مركز العمران الحضاري للثقافة والعلوم محاضرة علمية بعنوان: “معالم المنهج التفسيري عند الإمام ابن عطية في المُحَرَّرِ الوجيز”، من تأطير الدكتور خالد البورقادي”؛ دكتوراه في أصول الفقه ومناهج التدريس وباحث في مناهج تدريس العلوم الشرعية، وتسيير الأستاذ: مبارك لمراني؛ طالب باحث بسلك الدكتوراه، وذلك يوم السبت 19 رمضان 1445هـ الموافق ل 30 مارس 2024م، على الساعة 22:00 مساءً، عبر منصة زووم وصفحة مركز العمران الحضاري على الفايسبوك.

استهلَّ فضيلة الدكتور السيد “خالد البورقادي” محاضرته بتقديم ترجمة مركزة لابن عطية الغرناطي، فهو القاضي عبد الحق أبو محمد بن غالب بن عبد الرحمان بن غالب الرؤوف بن تمام بن عطية المحاربي (الداخل) الأندلسي الغرناطي المالكي، وُلد بغرناطة سنة 480 ه‍ـ ونشأ فيها، وتربَّى في كَنَفِ أبيه القاضي الحافظ الذي أحاطه بأسباب العناية والرعاية…

ثم انتقل الأستاذ الباحث بعد ذلك للحديث عن مكانة ابن عطية العلمية، حيث أورد في هذا السياق نماذج لشهادات تحمل في ثناياها ثناء العلماء على هذا المفسر البارع وذِكر مناقبه، معترفين له بقدم السبق في ركب العلم والدهاء والذكاء وعلو المنزلة، ومن هؤلاء لسان الدين الخطيب، حيث يقول: ” كان ابن عطية فقيها عالما بالتفسير، والأحكام والحديث والفقه والنحو، والأدب واللغة، له نَظْمٌ ونَثْرٌ، وَلِيَ القضاء (بالمرية- Almeria) من حواضر الأندلس، وكان غاية في الدهاء والذكاء “، وقد أثنى عليه ابن فرحون في “الذيباج المُذهَّب”، وذَكَرَهُ ضمن أعيان مذهب الإمام مالك، وقال عنه الإمام السيوطي:” عبد الحق بن عطية هو الإمام الكبير قُدوةُ المفسرين، وعُدَّةٌ من أساطين النحاة وشيوخهم”، أما ابن جزي الغرناطي المالكي ـ صاحب التسهيل لعلوم التنزيل ـ فإنه يقول: “وأما ابن عطية فكتابُه في التفسير أحسنُ التآليف وأعدلُها، فإنه اطَّلع على تآليف من كان قبله فهذَّبها ولخَّصها، وهو مع ذلك حسن العبارة، مسدد النظر، محافظ على السنة”، وقال أبو حيان في مقدمة تفسيره في صدد المقارنة بين ابن عطية والزمخشري:” وكتابُ ابن عطية أَنْقَلُ، وَأَجْمَعُ، وَأَخْلَصُ، وكتاب الزمخشري، أَلْخَصُ، وَأَغْوَصُ”، فابن عطية تميَّز تفسيره بالنحو ووجوهه، بينما تميَّز الزمخشري بالاهتمام بوجوه البلاغة في تفسيره.

وعموما، يمكن القول إن هذا التفسير يُمثِّل لوناً من التفاسير المُحرَّرة الموجزة الجامعة فى معانيها، المختصرة في تعبيرها، ويظهر ذلك واضحا من تسمية مؤلفه له: “المُحرَّر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز”، وقد عبَّر ابن عطية بشكل صريح عن هذا الإيجاز المركز حين قال:” وهذا من مُلَحِ التفسير، وليس من مَتِينِ العلم”[المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزبز، 82/1]

ومعالم منهج ابن عطية في التفسير أوجزها الدكتور المحاضر ” خالد البورقادي في العناصر الآتية:
1 ـ تفسير القرآن بالقرآن، أو على الأقل يختار من الأقوال ما يُؤيِّدُه القرآن؛ ولأجل هذا عُدَّ تفسيره من كتب التفسير بالمأثور؛
2 ـ مما اعتمده في منهجه المأثور من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، أو أقوال الصحابة والتابعين، ويختار منها ما بَدَا له أنه الأَسَدُّ والأصَحُّ والأَوْفَقُ لمُقتضى الشرع ومقاصده؛
3 ـ اهتمامه بذكر القراءات القرآنية ما صَحَّ منها وما شَذَّ، وكان ذِكْرُهُ لما شَذَّ من القراءات من باب التنبيه عليها ليس إلاَّ؛
4 ـ ومن معالم منهجه أنَّه تجنَّب في تفسيره ذِكْرَ القَصَصِ الإسرائلي والاستطراد فيه، بل ينقل منه ما تدعو الحاجة إليه، وهذا ما نبَّه عليه بقوله:” لا أذكر من القَصص إلاَّ ما لا تَنْفَكُّ الآيةُ إلاَّ به”، وقد عرف العلماء لابن عطية هذا الصنيع، وقدَّروه حَقَّ التقدير، وأثنوا عليه في ذلك الثناء الجميل.

جزى الله تعالى خيرَ الجزاء الدكتور المِفضال السيد “خالد البورقادي” على هذه الدرر البهية والفوائد الزكية، ونفع به وأجرى الخير على أيديه، والشكر موصول لأعضاء مركز العمران الحضاري للثقافة والعلوم على حسن تنظيمهم لهذه المحاضرة العلمية، مزيدا من التفوُّق والتألُّق خدمةً للعلم النافع، ونشرًا للمعرفة الهادفة والملتزمة.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.