كسر الصمت ضرورة وفرض عين على المجتمع الألماني

محمد عسيلة
2020-02-17T22:05:39+01:00
featuredآراء ومواقف
محمد عسيلة17 فبراير 2020آخر تحديث : الإثنين 17 فبراير 2020 - 10:05 مساءً
كسر الصمت ضرورة وفرض عين على المجتمع الألماني

assila  - دين بريسمحمد عسيلة، أستاذ محاضر بالمدرسة العليا للعلوم الاجتماعية التطبيقية بكولونيا، مستشار في شؤون الاندماج والهجرة والتربية
إثر التهديدات الإرهابية الأخيرة ضدنا كمسلمي هذا البلد الآمن – ألمانيا – ومساجدنا يتعين علينا التفكير في كيفية كسر الصمت واجتياح عدم الاكتراث الاعلامي والمجتمعي والمؤسساتي. أصبحنا مطالبون بخلق ديناميكية وتدافع وأحلاف مع كل شرفاء هذا المجتمع للتنديد بهذا العنف وهذه المظالم التي لا يقبلها كل ذي عقل سليم.

ففي هذا السياق أصدر النائب العام في الأسبوع المنصرم مذكرة اعتقال ضد أعضاء خلية إرهابية يمينية، أحد المشتبه فيهم يُعتبَر موظفا في شرطة شمال الراين فستفاليا، خططوا لشن هجمات ضد المساجد.

و لا يفوتنا هنا أن نبين بأن عددًا من التمثيليات المسلمة قدمت ومازالت تحذيرات مستمرة ضد هذا المد اليميني وإرهابه ونبهت الى خطورته على مباديء الديموقراطية والانسجام الاجتماعي والسلم والسلام في ألمانيا.

فالضربات والتهديدات التي تعرضت لها المساجد في السنين الأخيرة وهذه الموجات العدائية وتطور الاسلاموفوبيا في المجتمع الألماني لدرجة ممارسة العنف العلني الجسدي واللفظي والنفسي ضد المسلمين تجعلنا نجزم بأن المسلمين لم يعودوا يشعرون بالأمان في عقر دور عبادتهم وفي ديارهم.

في الآونة الأخيرة، تم تسجيل ما يقرب من مائة اعتداء على المساجد في ألمانيا كل عام كما تم تسجيل أكثر من 10 هجمات في الأسابيع الستة الأولى من عام 2020.

ولسوء حظنا لم نعش صرخة مجتمعية شاملة تكسر هذا الصمت أو تستنكر بشدة وعلانية هذا التراجع وهذا الهدم لعمران وبنية الديموقراطية من خلال هذه التهديدات التي تطولنا كمواطني ألمانيا.

إن هذا الصمت الصادر من الأغلبية، بما في ذلك السياسيون والقوى المعتدلة وشرفاء المجتمع في بلدنا ألمانيا لا يمكن أن نفهمه ونستسيغه كجزء لا يتحزأ من هذا المجتمع وباعتبارنا بناة اقتصاد وتسامح وإحسان وإنسان.

نتساءل: ما الذي يجب فعله لمعارضة شيطنة الإسلام وتصنيف المسلمين على أنهم “خطر” من قبل الشعبويين والمتطرفين اليمينيين؟

درسنا وعرفنا وعشنا وتربينا على أن المجتمع الديمقراطي المحب للحرية يجب أن يكون دائمًا متيقظًا وصامدًا اتجاه الظلم والإقصاء والعنصرية والعنف والإرهاب.

فما معنى هذا الصمت الرهيب الذي نعيشه ونحن في مجتمع ديموقراطيته عاتية؟ هل هذا تراجع مجتمعي الى مرحلة تاريخية حسبناها في عداد الماضي واننا لم نستفد منها ومن دمويتها ضد بني عمومتنا؟

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.