كلمة فضيلة الدكتور سعيد شبًّار الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى (1 )

خلال ملتقى علمي بأزيلال مع العلماء المؤطرين في خطة ميثاق العلماء

دينبريس
2023-06-11T21:40:51+01:00
مؤتمرات وندوات
دينبريس11 يونيو 2023آخر تحديث : الأحد 11 يونيو 2023 - 9:40 مساءً
كلمة فضيلة الدكتور سعيد شبًّار الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى (1 )

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنن محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السيد المندوب الجهوي
السيد رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة بني ملال خنيفرة .
وأنا بدوري أهنئ أخانا سي مصطفى زمهنى على هذا الاختيار وعلى هذا الاصطفاء والتعيين المولوي له كرئيس للمجلس العلمي لهذه الجهة ، والحمد لله نحن كنا سابقا وما زلنا نشتغل كجماعة ، يعني لا يعرف منا الرئيس من العضو وإنما نشتغل جميعا ونتعاون جميعا لأداء رسالة منوطة بنا وللقيام بمهمة جليلة ؛ هي خدمة هذا الدين ، وهي نفع الناس ، وهي العمل على استثبات الأمن والسلم والطمأنينة بهذا البلد وهذا هو المطلوب منا وليس شيئا آخر .
وأريد أن أشكر المجلس العلمي المحلي لأزيلال على تنظيمه لهذا الملتقى وجمعه للسادة العلماء المؤطرين في ميثاق العلماء ، على كل حال لا أريد أن أطيل في قضية هذه التعيينات ولكن أطلب من إخواننا أن يعينونا بالدعاء، نسألهم الدعاء وهو الذي يعين المرء على أداء مهامه نحن لم نطلب شيئا ولم نسع إلى شيء وإنما كنا مكلفين فازددنا تكليفا وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على أداء هذا التكليف والنهوض به قدر الإمكان .
رسالة العلماء المؤطرين بالنسبة للأئمة ؛ هي رسالة عظيمة ونبيلة ومسؤولية جسيمة لأن التأطير : هو تأهيل تكوين ، هو تمنيع ، هو تحصين للسادة الأئمة ؛ للقيمين الدينيين عموما وذلك يوازي أمن واستقرار البلد .
يعني حينما نؤهل القيم الديني ونزوده بالعلم الذي يحتاجه وبالمعرفة التي يحتاجها في المجالات المختلفة : في مجال العقيدة ، في مجال التفسير في مجال الحديث، في مجال الفقه ، في مجال السلوك ، في كل المجالات التي هي اختيارات دينية لهذا البلد ؛ درج عليها منذ قرون ، فنحن بذلك نحصن هذا الإمام ؛نحصنه من أن تطرأ عليه شبهة ، نحصنه من أن ينخدع بفكرة ، نحصه من أن ينجر إلى تيار معين منازع مخالف أو غير ذلك .
وبقدر ما نجتهد في هذه المسؤولية المنوطة بنا ، يعني بقدر ما نسهم الحمد لله في هذا الاستقرار وفي هذا الأمن وفي هذا الانسجام وفي وحدة الخطاب الديني التي غدت شعارا ومعلما بارزا من معالم التدين المغربي.
اليوم ؛ المغرب أصبح قبلة للعالم كله : مشرقا ومغربا شمالا وجنوبا يعني في التدين .
كيف صنع المغرب …هذا الاختيار وتوفق فيه ؟ وكيف استطاع أن يحقق تدينا وسطا معتدلا ، حافظَ على أصالته وعلى هويته وعلى دينيه وعلى عمقه التاريخي ، واستطاع أن يدخل إلى العصر بكل تحدياته ومشكلاته إلى غير ذلك ، ولهذا تأتي الوفود تلو الوفود لكي تستفيد من التجربة المغرب ولكن السؤال : ما هي هذه التجربة المغربية ؟اشنا هي هذا التجربة المغربية ؟ هي هذي ، هذه التي نجتمع عليها ، هي هذا التكوين ، هي هذا التحصين ، هي هذا التمنيع ، هي هذا الرفع من وثيرة الأداء لدى القيم الديني ؛ حنا باش كنكونو الإمام ما شي كنكونوه باش يقرا ويمشي ينعس في دارو؛ بالعكس الإمام ينقل هذا التكوين إلى المواطنين ، فاش كيتكون مزيان في الفقه راه كيبلغ ، فاش كيتكون مزيان في التفسير كيبلغ ، فاش كيتكون مزيان في العقيدة كيبلغ .
إذن ، نحن نكوّن وهو يكوّن أو يبلغ إلى غير ذلك ، فإذن تحصين الجسم الديني هو أخطر أشكال التحصين .
الفتن الموجودة اليوم في كثير من بلدان المسلمين ، ما شي فتن سياسية اقتصادية ، هي فتن سياسية اقتصادية ولكن الأخطر هو الفتنة الدينية ، والسياسين كيتخاصموا اليوم ، غدا كيتصالحوا معندهمش تا….معندهمش …..اليوم مخاصمين غدا مصالحين ، البيع والشرا طالع السوق نازل السوق ، ولكن الفُرقة الدينية التي هي اختلاف في المعتقد والتصور والأفكار والمبادئ ، شيء صعب أنه يِوْقع فيه شرخ كبير وينتهي بسهولة .
الطوائف المتحاربة اليوم في البلدان لي فيها الفتنة لا تستطيع أن تجتمع كلمتُها حتى على الدين ، ياك إسلام واحد قرآن واحد رسولنا واحد ولما ذا نحن….نحن…نحن مختلفون ومتفرقون ؟ لهذا السبب .
كل فرقة لها إمام ولها اختيار ولها أفكار وتدعم افكارها واختيارها بالسلاح ، ولكن حينما نأتي للمغرب أي مسجد دخلنا إليه نجد فيه _ولله الحمد _وحدة على مستوى كل العمل المغربي : لا في الصلوات ولا في الأذان ولا في الحزب ولا في الأذكار ولا في كل شيء .
وهذه الوحدة لا نستهين بها ، الذي عصم المغرب عبر التاريخ هو استقراره الديني ،شحال من دولة تعاقبت على حكم المغرب : ها الأدارسة ، هالمرابطين ، هالموحدين ، هالمرينيين ، هالسعديين ، هالعلويين يعني دول ؛ وكل دولة حتى في…. داخل كل دولة كنصيبو الحروب والفتن و…. ولكن الثابت الذي لا يتغير هو الاختيارات الدينية التي تعاقبت عليها الدول .
إذن ، الذي حافظ حقيقة جسم المغرب ووحدة المغرب وصنع التميز المغربي أو الذي نسميه الخصوصية المغربية هو دين المغرب وهذه الأمانة كما تسلمناها يعني من أسلافنا ، ينبغي أن نحافظ عليها وأن نُسلّمها للأجيال الصا…. اللاحقة إن شاء الله كي يعيشوا نفس الأمن الذي عشناه ، كي يعيشوا نفس الطمأنينة التي عشناها ونفس الاستقرار الذي عشناه.
لا ينبغي أن نسلمه مغربا مفتونا ، ينبغي أن نسلمه مغربا إن شاء الله تعالى آمنا مطمئنا موحدا .
ثم هذا التكوين ، ليكنتكلموا عليه لي هو ميثاق العلماء لا يوجد له نظير في عامة الدنيا ؛ مكايناش دولة كتجمع 56 ألف إمام مرتين كل شهر وتحضّر لهم بطائق ووثائق ديال التكوين و…حوالي 1400 أوشي حاجة ديال المؤطرين الذين يؤطرونهم بانتظام هذا ما كاينش ……
حينما يذكر هذا للوفود الذين يزورون المغرب يتعجبون ، كيفاش تديرو لهدشي ،هذا داخل في الخصوصية المغربية …………مكيعرفوش.
سر الأسرار في هذا كلِّه ، إمارة المؤمنين ؛ أيضا هو خصوصية مغربية كبرى التي لا توجد في غير هذا البلد التي تحسم النزاع في الدين ،وتحسم القول في الدين ،وتحسم الفتوى في الدين ، وتحسم كل شيء كاع داكشي لِّلمكن أن يكون مصدر فرقة وخلاف ونزاع طائفي مذهبي عند الأمم الأخرى لا يوجد عندنا .
الحمد لله ، العناية الإلهية اختارت هذا البلد كي يكون نموذجا للأمة في التدين ، وعلينا أن نتجند لخدمة هذه الرسالة وأن نؤدي هذا الواجب بقدر ما نستطيع ولا يستهيننّ أحد منا أنه…….يعني لا دور له ، لا ؛ كل واحد مسؤول على ما يستطيع يعني لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ينبغي أن تفهم إيجابيا ليس سلبيا .
كاين ليكاديرها ذريعة التملص ولكن إذا أردنا مفهوم المخالفة : إن الله يكلف الناسَ وُسعها .
إذا كان أداء الفرد منا واحد 40% أو 50% خص يِأَدي ، فلا ينبغي أن ننقصه ، طبعا لا تكليف خارج المقدور وخارج الطاقة ، ولكن ما هو داخل المقدور وداخل الطاقة الإنسان مكلف به .
فأسأل الله سبحانه وتعالى أن ….جميعا على أداء هذه الرسالة وأن نتعاون عليها جميعا حيثما كان الإنسان هو يؤدي رسالته ولو كان في قمة الجبل وحده .
واش هداك الإنسان لي في قمة الجبل ما عندوش أجر ، معندوش الثواب على الفعل ومعندوش العقاب أولا عندو الإذن على الترك مثلا ؟ كل واحد ؛ يعني قوله وفعله مسؤول عنه أمام الله سبحانه وتعالى .
فأسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا وأن يوفقكم على أداء هذه الرسالة جميعا ، ومرة أخرى أسألكم الدعاء لنا جميعا بالنجاح والتوفيق والسداد في الأقوال والأفعال والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
الهوامش :
(1) _ خلال ملتقى علمي بأزيلال مع العلماء المؤطرين في خطة ميثاق العلماء
_____
كتابة ورقن : محد أكعبور
مرشد ديني بإقليم الصويرة
باحث في الخطاب والإعلام الديني

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.