المعيار الإدريسي: صورة رسول الله بين الحقيقة والوهم

دينبريس
آراء ومواقف
دينبريس28 أكتوبر 2020آخر تحديث : الأربعاء 28 أكتوبر 2020 - 8:08 صباحًا
المعيار الإدريسي: صورة رسول الله بين الحقيقة والوهم

محمد عزالدين المعيار الإدريسي ـ رئيس المجلس العلمي المحلي لمراكش
يبدو أن جل المتعاطين للرسم الكاريكاتوري في الغرب، لا يعرفون صورة رسول الله صلى الله عليه سلم الحقيقية، إنما يتخيلونها من خلال سلوك المتطرفين المنتسبين إلى الإسلام…

فهم بذلك يرسمون السفهاء المحسوبين على هذه الأمة – الذين يسيئون إليها أكثر من أعداء الدين – فيصبون حقدهم وكراهيتهم على رسم يدعون أنه لرسول الله في حين إنما يرسمون نفسياتهم وحقدهم من خلال تطرف المتطرفين من أدعياء الإسلام، الذين يعودون بالأمة للأسف الشديد القهقرى…

ومن ثم فالمسلمون اليوم مدعوون إلى تصحيح صورة الإسلام لدى الآخر بشكل مكثف وبوسائل مختلفة: الإسلام في سماحته وقيمه وأخلاقه، وفي تكريمه للإنسان، ونشره للمحبة وكراهيته للظلم والعدوان، والتعريف بالسيرة النبوية في صفائها وتألقها، دون التفريط أو التنازل عن الثوابت، وبذلك تحقق الأمة ما أراد الله لها من وسطية { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول شهيدا عليكم } الآية

وإن من أهم ما يميز المسلمين في علاقاتهم بغيرهم، من أتباع الرسالات السماوية السابقة، احترامهم لعقائد هؤلاء جميعا، وتوقيرهم لكل الرسل والأنبياء: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُسُلِهِ}

وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا يعامل المسلمون بالنقيض؟ ولماذا هذا الهجوم المغرض على رسول الله؟ حتى إن كثيرا منهم – للأسفِ الشَّديد – لا يتورعون عن اتُّهامه صلى الله عليه وسلم بتهم زائفة ملفقة، فيما يتعلق بشخصه ودعوته، وتصويره صورا متخيلة كاذبة، والإساءة إليه برسوم كاريكاتورية ساقطة…

إن المرء ليستغرب حين يرى مثل هذه الأخطاء الفكرية والسلوكية من أُناس كان من المفترض بحكم الحضارة والثقافة التي ينتمون إليها، وما تحمله من شعارات وإعلانات ومواثيق راقية وما تدعو إليه من حوار بين الأديان أن تكون لغتهم وسلوكهم غير هذا…

وإذا كان من حق كل إنسان أن يقبل أو يعرض عن حريته في الفكر والتعبير، وفي غير ذلك، مما يرغب فيه من أنشطة وممارسات، فإنه حين يمارس حريته يبقى في الوقت ذاته مسئولا عن كل ما يصدر عنه… بل تقف حريته عند حدود، وتخضع لقيود…

إنها لا تصح الإساءة إلى الآخرين على أساس الظن والتخمين، فتلصق تهم باطلة بشعب أو أمة بأكملها، ولعل خير ما تُواجَهُ به من المسلمين – اليوم – مثل هذه الحملات المغرضة، ضد النبي صلى الله عليه وسلم، القيام بالواجب في التعريف بالدين الحنيف، وبالقيم السامية التي جاء بها، والخدمات الجلى التي قدمها للبشرية، وبإظهار الصورة الحقيقية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وما تحلى به من خلق عظيم، وسلوك قويم ورحمة بالناس أجمعين…
المصدر: صفحة الكاتب على فيسبوك

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.