يدًا في يد ضد هذه الجائحة: ما دور المصحات الخاصة في هذه الظرفية؟

محمد عسيلة
2020-03-17T09:51:34+01:00
featuredآراء ومواقف
محمد عسيلة17 مارس 2020آخر تحديث : الثلاثاء 17 مارس 2020 - 9:51 صباحًا
يدًا في يد ضد هذه الجائحة: ما دور المصحات الخاصة في هذه الظرفية؟

محمد عسيلة، أستاذ محاضر و رئيس جمعية العائلة المغربية للثقافة و الشباب، ألمانيا

نصف كلمة:
نعلم تمام العلم و دون التباكي و إصدار اللوم أن البنية الصحية في المغرب ضعيفة نظرًا لأسباب لا يتسع الوقت و لا تتحمل هذه الظرفية ذكرها و سردها. علينا أن نركز على “ما في يدنا من طيور” و ليس على “ما فوق الشجرة” دون لعن الظروف!! المغرب و لله الحمد يتوفر على طاقم طبي من الممرضين و الممرضات و الأطباء و الطبيبات في جميع التخصصات و هذا فخر لنا جميعا و نعتز به أينما حللنا وارتحلنا.

في هذه الظرفية الحرجة و نحن نتابع كمغاربة الداخل والخارج المجهودات المبذولة التي تسعى من خلالها السلطات المحلية والعمومية و الأمن و الطواقم الطبية و التربوية والاجتماعية وممثلي و ممثلات المجتمع المدني تحسيس المواطنين والمواطنات والقيام بما تسمح به الإمكانيات من تعقيم الطاكسيات والترامات وإغلاق المساجد كإجراءات احترازية، و أمام ما صرح به رئيس الزوراء السيد سعد الدين العثماني بأن المغرب لا يتوفر إلا على ما لا يزيد على ثلاثمائة سرير إنعاش! هذا الرقم من الأسِرَّة ضعيف أمام ما سيأتي لا قدر الله من مرضى في أمس الحاجة الى العناية المركزة والتنفس الاصطناعي.

لهذا أرى لزامًا تدخل المصحات الخاصة و القيام بواجبها فهي الان مُجبَرة أخلاقيا و ثقافيا وحضاريا ومن داخل وطنيتنا التي يفتخر بها كل مغربي وكل مغربية أن تمد يدها و تقوم بدعم القطاع العمومي بتخصيص أسِرَّة إنعاش و تضعها رهن المستشفيات العمومية.

على الأبناك المغربية ورجال الأعمال وعلى مغاربة العالم الذين هم في وضعية مادية حسنة الى لا بأس بها التدخل للمساعدة تحت شعار:” كلنا ضد كورونا!”.

لقد أبانت الصين نجاعة ونجاحًا في الخروج من هذه الأزمة والقضاء على هذا الوباء و الذي كانت إحدى مدنها بؤرة لها: بالاتحاد وبوقوف المواطنين جنبًا الى جنب! وهذا شكل حصنًا حصينا للقضاء في ظرف زماني لا بأس به على هذه الجائحة!

المغاربة قادرون على هزم هذا الفيروس – المغاربة قادرون بالاتحاد بينهم وبين المؤسسات العمومية و الخاصة على جميع أطيافها أن نتغلب بعون وجهد من الله سبحانه وتعالى على هذا الوباء.

إن قرآننا و تاريخنا المغربي مليء بالعبر في اللحظات الدقيقة والحرجة، في اليسر و في العسر؛ هذه الآيات و المواقف تشير إلى مفهوم دقيق، وهو أنّ الأُمم والمجتمعات التي تبتلي بالفرقة والتشتّت والتشرذم وتبتعد عن الحركة حول محور قيادي إلهي واحد، وحول قيادة رشيدة و هي لنا في إمارة المؤمنين ولي الأمر صاحب الجلالة الملك محمد السادس وبعيدة كلّ البعد عن قيم الاتحاد والوحدة والتضامن، لا شك أنها ضعيفة و ستنهزم!

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ» (سورة آل عمران: 103). فهنا أمر الأمة جميعاً بالاعتصام بحبل الله و الأمة تتشكل من الأفراد المترابطين. وهذا قادر على توجيهنا لتحقيق النجاح. و في ذلك فليتنافس المتنافسون

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.