نظرية الكسب عند الأشعري

حمزة النهيري
آراء ومواقف
حمزة النهيري15 نوفمبر 2020آخر تحديث : الأحد 15 نوفمبر 2020 - 7:47 صباحًا
نظرية الكسب عند الأشعري

د. حمزة النهيري
مما يقال ولا حقيقة تحته، الكسب عند الأشعري والحال عند البهشمي وطفرة النظام.
الكسب توسط بين عقيدة الجبر، وعقيدة الاختيار التي ترى الانسان مسؤولا عن أفعاله بحيث يكون هو خالقها كما قالت القدرية والمعتزلة.
الفعل الانساني وتعلقه بالقدرة الالهية وعلمه القديم سببت للإنسان مشكلات معرفية جرته إلى متاهات وقناعات.
لا ينبغي للقارى أن يكون ساذجا و سطحيا في معالجة مشكلة الفعل الانساني والقدر الإلهي..، فيجيب بمقولة عقائدية متسرعة و ساذجة في بعض الأحيان.
فلو كان الأمر يعالج بهذه البساطة التي يجيب بها بعضنا في مرحلة عمرية من الفهم؛ لما كان أساطين المعقولات من الفلاسفة الحكماء يولونها جانبا مهما من حياتهم المعرفية.
لابد أن تراجع نفسك إن شككت في قدرة أرباب المعقولات في فهم بعض الحقائق، فلست تبلغ مراتب إدراكهم للموجودات والحقائق إلا أن تخوض البحر الذي خاضوا.
حتى الانبياء عانوا من أسئلة الوجود، فمن ينظر في قصة إبراهيم عليه أفضل الصلاة والسلام قد يستغرب من خليل الله وهويسأل ربه كيفية قدرته على إحياء الموتى.
ويستغرب قول موسى لربه أرني أنظر إليك..
الكسب عند الاشعري كان محاولة في فهم موضوع القدر وعلاقته بعلم الاسباب حاول فيها الاشعري التوسط بين العقيدتين.
أما الحال عند البهشمي فهو واسطة بين الموجود والمعدوم، أي أن الشيء إما أن يكون موجودا أو معدوما ولا واسطة بينهما..
لكن..،يمكن بلغة الفيزياء الحديثة أن توجد مرتبة لاهي بالموجودة ولاهي معدومة..
ولكن الاشكال في نفس وجودها.. فنفس وجودها يجعلها من قسم الموجودات، ولا ندري فيما كان يفكر فيه البهشمي حين قال مقولته هاته.
أما طفرة النظام فهي تعني وقوع الطفرة أو التغير المفاجىء في الاشياء، ولعل دراسة مشكلة الطفرة عند النظام يمكن من عقد مقارنة بينها وبين نظرية دارون في التطور.
(في مقدمة الجابري لكتاب الكشف عن مناهج الادلة شرح لبعض هذه المقولات التي ناقشها ابن رشد في كتابه وهي مهمة لدارسي العقائد والمتن العقدي الرشدي على وجه الخصوص).
لقد كان القصد من هذا المنشور المقتضب أن أجيب على سؤال يردده كثيرمن طلبة العقائد على أساتذتهم ولايجدون عندهم جوابا مقنعا.
والامر الثاني التريث في فهم المقولات العقائدية التي صدرت عن علماء العقائد، فيفهم عنهم المتلقي ما أرادوا قبل أن يصدرحكمه عليهم.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.