معهم في فلسطين فمن معنا في الصحراء

دينبريس
آراء ومواقف
دينبريس16 ديسمبر 2020آخر تحديث : الأربعاء 16 ديسمبر 2020 - 10:57 صباحًا
معهم في فلسطين فمن معنا في الصحراء

سارة فايق

أتذكر وأنا طالبة في مدينة العرفان بالرباط قبل عقدين أو أقل، حضوري نشاطا نظمه فصيل العدل والإحسان بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، لا أتذكر من المحاضرة إلا شخصا انتفخت أوداجه وهو يكبر ويهلل ويصيح في الحاضرين وأغلبهم مثلي، “شباب غفل” كما خاطبنا دون أن يرمش له جفن، داعيا لما أسماه “تحرير فلسطين”…

وكان جنبه شخص قُدم على أنه فلسطيني، تحلقنا حوله بعد الندوة إياها “تبركا”، فهو القادم من أرض مباركة، مسرى الرسول الكريم وأولى القبلتين…

ما أسترعى اهتمامي في الشخص الفلسطيني أنه كان يحمل كيسا بلاستيكا جميلا يحمل حروفا عبرية صغيرة مذهبة، استغربت لقصة الكيس واقتربت أكثر لعلي أفك طلاسم هذا اللغز المحير خصوصا أن صاحبه أرغد وأزبد وتوعد اليهود والصهاينة ونعتهم بأقبح النعوت…

حروف لاتينة تظهر من الطرف الآخر ستساعدني لا محالة، أقترب وأقترب وسط تحلق الفتيات المحجبات، أخيرا أقرأ
Ben Gurion Airport

كانت صدمتي كبيرة، وحيرتي أكبر، يسبهم ويستقل شركتهم، بل الأكثر أنه يمر على السوق الحرة للمطار ليقتني بعض الهدايا والعطور، وربما نبيذا “كاشير” أيضا…

أستعدت ذكرى هذه الواقعة وأنا اليوم أسمع خبر تطبيع المغرب مع إسرائيل واعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء…

خلوت إلى نفسي، وتساءلت متحللة من كل رابط قومجي أو عروبي، ماذا جنى المغرب من “أشقائه العرب”؟

الجار القريب الجزائر تنفق بلايين الدولارات لشراء السلاح الفتاك ويهدد جنرالاتها في كل خرجة دك عدوهم الكلاسيكي – نحن-، إلى جانب أنهم أصل الداء ومشكل الصحراء…

موريتانيا ليست أحسن حالا، فقد تفننت في ابتزاز المغرب ورقصت على حبل المصالح مع جيران الشمال…تونس متدبدبة في مواقفها، ليبيا القذافي صانعة البوليساريو وممولتهم، مصر تمثل أدوارا تخدم مصالحها أولا وأخيرا…هؤلاء جيراننا…

أما الجار البعيد فحدث ولا حرج، سوريا احتضنت معسكرات لتدريب البوليساريو على حمل السلاح متناسية دور الجنود المغاربة في الدود عن الجولان ومقابرهم بالقنيطرة هناك خير شاهد…

لبنان، تنكر لعون المغرب الأخير بعد انفجار مرفئه ببيروت وابتلع ساسته ألسنتهم وهم ينظرون إلى قطاع الطرق يغلقون معبر الكركارات…

توقفت عن جرد الخيبات العربية رأفة بحالي…لعل الله جعل لنا خيرا بعد اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء، قد يكون هذا الموقف قد قطع على جنرالات الجزائر الطريق لإعلان الحرب على المغرب تنفيسا للضغط الشعبي الذي يعرفه هذا البلد، أولم يعدلوا دستورهم بين عشية وضحاها مخصصين بندا لإمكانية التدخل العسكري خارج حدود البلد؟!

المهم، هل كان سيكون دعاة الدفاع عن فلسطين ممن جعل من ذلك أصلا تجاريا يستعرض به عدته وعدده، سعداء وهم يرون أسوار الرباط وفاس ومكناس لا قدر الله تدك، ووجدة وفكيك تقصف؟ هل كانوا سيفرحون بذلك؟

أختم وأقول كنا معهم في الدفاع عن فلسطين، فمن كان معنا في الدفاع عن صحرائنا طيلة نصف قرن…للأسف لا أحد…

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.