ماذا يعني احتفال أفعانستان بالذكرى الثالثة بعد المائة لاستقلالها من الاستعمار البريطاني؟

دينبريس
2022-08-20T11:24:52+01:00
عبر العالم
دينبريس20 أغسطس 2022آخر تحديث : السبت 20 أغسطس 2022 - 11:24 صباحًا
ماذا يعني احتفال أفعانستان بالذكرى الثالثة بعد المائة لاستقلالها من الاستعمار البريطاني؟

أحمد جاويد – کابل أفغانستان
بالأمس – و مثل کل عام – احتفلت أفغانستان حکومة وشعبا بالذكرى الثالثة بعد المائة لاستقلالها من الأشغال (الاستعمار) البريطاني، تلک الإمبراطورية التي وصفت بأنها لا تغيب عنها الشمس، فاتخذت الإمارة الاسلامية التدابير الأمنية اللازمة منذ ثلاثة أيام في العاصم کابل خاصة وفي بعض الولايات المهمة عامة .

وقد شددت الحراسة على البوابات الأربعة للعاصمة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية فيها منذ أسبوعين، حيث کانت مسرحا لسلسلة من الانفجارات، وهجوم لمنظمة “داعش” على حوزة للشيعة الاثني عشرية، أسفر على خسائر كثيرة، ومعرکة دامية دارت بين منظمة “داعش” والامارة، واندلاع قتال جديد بمنطقة “بنتشير” شمال کابل تدعمه الجبهة الشمالية.

وبالأمس القريب، وقع انفجار آخر مروع في مسجد يضم مدرسة دينية قتل على إثره الإمام والمصلون والطلبة وکانت الحصيلة ثلاثة وعشرون من القتلى وما يقارب اثنين وخمسين جريحا .

کان لهذا الحدث أثر عميق في الوسط السياسي وهو الثالث من نوعه خلال الآونة الأخيرة، مما جعل الرئيس السابق “حامد کرزى” ورئيس الشورى العليا للمصالحة الوطنية الدکتور “عبد الله عبدالله” ينددان بهذا العنف الوحشي الغير إسلامي، مؤکدين أن هذه الأعمال ستستدرج البلد الى حرب أهلية جديدة

وسط هذه الأحداث وغيرها، احتفل بعيد الاستقلال وخرج الناس الى الشوارع مظهرين فرحهم ورفعوا الأعلام، ونظمت مسيرات وجلسات شارکت فيها مختلف الشخصيات من قادة و علماء، کانت خطاباتهم تدور على التذكير بالصبر والكفاح لأجل طرد الغزاة والمعتدين وتثبيت الأخوة والألفة بين المواطنين على اختلاف لغاتهم وعرقياتهم .

وتمت الإشارة أيضا الى مسائل أخرى سياسية، اقتصادية وتعليمية للخروج بالبلد وبسلام من الضغوط والأزمات التي يواجهها.

ويعدّ الاحتفال بهذا النصر على القوات البريطانية في اليوم الثامن العشرين من شهر ثور الموافق للتاسع عشر من شهر أغسطس من الافتخارات التي حققها الأفغان في القرن الماضي، فتجدهم يتناقلون من جيل الى جيل وقائع تلک المعرکة التي دارت في ولاية ” ننجرهار” على الحدود الباكستانية اليوم، والتي قتل فيها الجيش البريطاني على آخره إلا جندي واحد کان طبيبا في الجيش ترکه الأفغان على قيد الحياة ليحملوه تلک الرسالة الخالدة الى القائد العام “أن لا مکان لکم هنا البته ” .

هذه المعرکة التي بثت العزم في شعوب الدول المجاورة لنيل استقلالها الذاتي کالهند وباکستان …

لقد تم الاحتفال بهذا الانتصار التاريخي حتى في فترة الاحتلال الأمريكي البريطاني الجديد وکان ذلک رسالة خفية موجهة للمحتلين لم يفهموا مغزاها إلا بعد مرور ما يزيد على عشرين سنة من الاحتلال. فکانت أمريکا هي الامبراطورية الثالثة التي واجهت المصير نفسه.

وقد أکد “حکمتيار” أمير الحزب الإسلامي في خطاب له أن هذا اليوم هو ثالث أهم ثلاثة أيام في تاريخنا المعاصر: يوم هزيمة البريطانيين، يوم هزيمة الروس، ويوم هزيمة أمريکا التي أصيبت بالصدمة لأنها لم تعتبر بأسلافها.

وقد اتهم “حکمتيار” أيضا الأيدي الخارجية وبخاصة أمريکا بأنها خلف الأحداث الدامية الأخيرة في البلد.

على أية حال هذا الانتصار فخر للأفغان وللمسلمين قاطبة ولکن هل للإمارة الاسلامية برامج ورؤية مستقبلية عميقة، ومتکاملة، وکافية حتى تتعامل مع الأحداث القادمة؟!

ماذا عن القانون الأساسي للبلد، الاقتصاد، الإعلام وحرية التعبير، التعليم، حقوق المرأة من تعليم وعمل، المساواة بين الطوائف المذهبية والقوميات المختلفة، هل سيفسح الطريق أمام ذوي الأهلية والکوادر المتخصصة في الداخل والخارج للمشارکة في الوظائف الحکومية؟

ماذا عن السياسة الداخلية والخارجية ؟ هل ستتمکن الإمارة من الحد من تدخل دول الجوار في الشأن الأفغاني؟

ماذا عن الاعتراف الرسمي بالإمارة الاسلامية في الأوساط الدولية؟ هل ستنجو الإمارة من هذا المأزق والکمين المفخخ؟ هل سيقل القول ويکثر العمل؟ هل ستنتهي الحرب؟! هل ستکتمل الفرحة بهذا اليوم؟ هذا ما ينتظر الجميع الجواب عليه ايجابيا أو سلبيا…

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.