حول أهمية ترك الأثر الإيجابي على الآخرين

دينبريس
featured
دينبريس1 أكتوبر 2022آخر تحديث : السبت 1 أكتوبر 2022 - 8:20 صباحًا
حول أهمية ترك الأثر الإيجابي على الآخرين

ذ. محمد جناي
إن الغاية من خلق الخلق هو العبادة قال تعالى: ” وَمَا خَلَقْتُ اُ۬لْجِنَّ وَالِانسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِۖ ( الذاريات: 56)”، وإن تلك العبادة تتنوع فمنها ما هو مقتصر أجره على صاحبه وهذا ما يسميه أهل التربية والسلوك ” العمل اللازم ” أي أن نفعه لصاحبه لا يتعداه وذلك مثل التسبيح والتهليل وسائر الأذكار وكذلك العبادات التي ينتفع بها صاحبها فقط أما غيره فلا ينتفع بها كالصلاة والصيام ونحو ذلك.

ومنها وهو النوع الثاني: ماهو متعدي إلى غيره أي نفع ذلك العمل يستفيد منه صاحبه وكذلك يستفيد منه غيره وهذا مايسميه أهل التربية والسلوك ” العمل المتعدي ” أي ينتفع صاحبه وغيره، سواء كان هذا النفع أخرويا كالتعليم والدعوة إلى الله ، أو دنيويا كقضاء الحوائج ، ونصرة المظلوم وغير ذلك، فهذه وأمثالها يستفيد منها صاحبها ويستفيد كذلك غيره من ما يسمى ” ترك الأثر ” وهو موضوعنا والأصل في هذا قوله تعالى :” اَ۟دْعُ إِلَيٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ اِ۬لْحَسَنَةِ وَجَٰدِلْهُم بِالتِے هِيَ أَحْسَنُۖ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۖۦ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَۖ ( النحل : 125) “.

وأيضا قوله صلى الله عليه وسلم: “من دل على خير فله مثل أجر فاعله ” رواه مسلم ، فهذا عمل متعدي وهو ترك الأثر الإيجابي وقوله صلى الله عليه وسلم :” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له”، فالصدقة الجارية والعلم المنتفع به كل هذا عمل متعدي وهو من ترك الأثر ، فإذا تقرر هذا عرفنا أهمية العمل المتعدي وترك الأثر في الناس وأنه دعوة إلى الله وأنه صدقة جارية لصاحبه وأنه علم ينتفع به وأنه أمر بالمعروف ونهي عن المنكر فإذا علمنا ذلك عرفنا أننا عندما نبذل هذا للآخرين فإننا نحن المستفيدون قبل هؤلاء فلربما تأثروا فصار لنا مثل أجورهم ، فلنحرص عليه كثيرا حتى نملأ موازيننا بالخير والأجور والحسنات ولو علمنا حقا فضيلة ذلك وفوائده علينا في الدنيا والآخرة لكان لنا منهج ثابت.

والخلاصة أن النفع المتعدي هو طريق الأنبياء والرسل، ولا يشمل أمور الآخرة فقط ، بل كذلك أمور الدنيا ، فيوسف عليه السلام تولى الخزائن لعزيز مصر: ” قَالَ اَ۪جْعَلْنِے عَلَيٰ خَزَآئِنِ اِ۬لَارْضِ إِنِّے حَفِيظٌ عَلِيمٞ ( يوسف : 55) ، فكان في ذلك الخير والنفع والنجاة من سنوات القحط والجذب التي أصابت البلاد.

وموسى عليه السلام لما ورد ماء مدين وجد عليه جماعة من الناس يسقون ، ووجد من دونهم امرأتين مستضعفتين، فرفع الحجر عن البئر وسقى لهما حتى رويت أغنامهما، وأيضا نجد نبينا صلى الله عليه وسلم كانت خديجة رضي الله عنها تقول في وصفه: “كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق”.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.