تفجير دموي لمسجد يرغم باکستان على إرسال وفد حکومي إلى القيادة العليا لحرکة طالبان

دينبريس
عبر العالم
دينبريس6 فبراير 2023آخر تحديث : الإثنين 6 فبراير 2023 - 9:52 صباحًا
تفجير دموي لمسجد يرغم باکستان على إرسال وفد حکومي إلى القيادة العليا لحرکة طالبان

أحمد جاويد ـ کابل / أفغانستان
بعد التفجير الذي استهدف مسجدا مکتظا بالمصلين في منطقة خيبر والذي أسفر على ما يزيد عن 100 قتيل و 100 جريح، معظمهم أفراد حکوميون، قررت الحکومة الباکستانية إرسال وفد حکومي رفيع المستوى إلى الملا هبت الله قائد طالبان للقيام بدور الوساطة بينها وبين حرکة طالبان باکستان.

جاء هذا الإعلان على لسان فيصل کريم کوندي المستشار الخاص لرئيس الوزراء شهباز شريف، کما سيتم إرسال وفد آخر إلى جمهورية إيران لضمان عدم السماح للإرهابيين باستعمال تراب البلدين للإخلال بأمن باکستان.

وقد نفى تنظيم الأحرار، وهو فرع موصوف بالتشدد تابع لطالبان باکستان، أن تکون له صلة بالحادث رغم الاتهامات الموجهة إليه.

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الأزمة المعلوماتية التي تواجهها باکستان اليوم وضعف جهاز الاستخبارات الذي کان القبضة الحديدية التي تحکم السيطرة على البلد وعلى إدارات التنظيمات الجهادية المتنوعة في البلد. وهذا أمر کانت تتوقعه وتتخوف منه منذ نهاية الاحتلال العسکري وسيطرة طالبان على کابل. وکان هذا بالتأکيد سبب زيارة رئيس المخابرات الباکستانية إلى کابل آنذاک.

کما أن حرکة البلوش الانفصالية التي کثفت عملياتها مٶخرا والتي تحظى بوفرة الدعم الإيراني ـ الروسي أجبرتها على عزمها بعثة وفد آخر إلى طهران للهدف نفسه. وهکذا تکون الصورة قد اتضحت أمام المسٶولين في جهاز المخابرات والحکوميين، ولم يتبق إلا إقليم السند المعرض للخطر نفسه أکثر من غيره.

فباکستان تواجه اليوم أزمات حقيقية اقتصادية، سياسية، اجتماعية و أصعبها الحدودية. فنستطيع القول انها الآن تعيش على نقطة الصفر التي تنذر بالزلزال. فإما أن تسير في الاتجاه المثبت الصحيح وإما أن يعاکسها الحظ. والاتجاه الصحيح يکون بإحداث تغييرات جذرية اصلاحية على کافة المستويات المذکورة وإنهاء ما يسمى بالنظام المرکزي المتمرکز في إقليم واحد . تلک هي الشمولية والعدالة الإجتماعية التي ستقلل من غضب الأحداث و حدتها. أما الخيار العسکري داخليا و خارجيا فليس مطروحا، وليس هو الأصلح للجميع. لأن نوعية الهجوم الأخير رسالة استدراجية واضحة لا تبشر باکستان بخير البتة.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.