الملتقی السابع لعلماء الإسلام في ترکيا يفزع أوروبا من جديد

دينبريس
آراء ومواقف
دينبريس21 أكتوبر 2022آخر تحديث : الجمعة 21 أكتوبر 2022 - 11:52 صباحًا
الملتقی السابع لعلماء الإسلام في ترکيا يفزع أوروبا من جديد

أحمد جاويد ـ کابل، أفغانستان
يعتبر اشتراک الإمارة الإسلامية في الملتقی السابع للعلماء المنعقد في دولة ترکيا بمدينة “ديار بکر” التاريخية من الأهمية بمکان للأفغان وللأمة الإسلامية عموما.

وقد حضر الملتقی مئات العلماء والمفکرين من أنحاء العالم الإسلامي. کما وجدت الهيئة الممثلة للإمارة الأفغانية ترحابا وتشريفا حارين من المجلس والعلماء. الهيئة کانت تشمل أعضاء بارزين في الإمارة مثل ‘ذبيح الله مجاهد’ المتحدث الرسمي باسمها ويتميز بخطاباته القوية والهادفة، والمفتي ‘محمد أکبر عظيمي’ رئيس الرئاسة الأولی في وزارة الخارجية، و’ولي الله شاهين’ صحافي سابق وناشط سياسي. کان خطاب المتحدث تمرکز علی محورين الملف الأفغاني من جهة والأمة الإسلامية من جهة أخری. فقد دعا الأمة إلی تحقيق الوحدة الإسلامية المطلوبة شرعا. ثم تحدث عن التضحيات التي قدمها المجاهدون في سبيل تحقيق نظام إسلامي مستحکم ومستقل، وأکد أن المسلمين إذا دافعوا عن دينهم وغيرتهم وبلادهم فإن النصر والفتح سيکون حتما حليفهم.

إن عداوة أمريکا ليست مقتصرة فقط على الإمارة الإسلامية بل إن عداءها للجذور والقوانين الإسلامية. وإن الإعتراف الرسمي بالإمارة معناه الإعتراف بنظام ذي أسس وقواعد إسلامية وهو أمر لا يقبله عالم الغرب بل يحاربه. کما ناشد علماء الأمة أن يکونوا حاجزا أمام تشتت الأمة الإسلامية وتمزقها وأن يسعوا بإخلاص وجاهدين لتحقيق وحدتها ويسعوا متحدين لأداء دورهم ومسٶوليتهم الدينية في کل بقاع العالم.

وإلى جانب التذکير بالإنجازات التي حققتها الإمارة داخل البلد، شدد المتحدث من لهجته تجاه المحتل الذي مارس الطغيان بأبشع الطرق والوسائل وما ترکه وراءه من آفات وأزمات. ثم تطرق في تقريره إلى دفع الإبهامات والشبهات المتعلقة بمسألة تعليم الفتيات التي تعد من موضوعات الساعة على الأرضية الأفغانية، حيث واجهت اعتراضات على الصعيدين الداخلي والخارجي، واستغل ذلک المغرضون والعملاء للتشويه بالحرکة وتحقيق مآربهم.

کما ذکر أن هناک 140 ألفا من المدارس التعليمية الإبتداية، تضم عشرات الفتيات، تمارس نشاطاتها بصورة طبيعية، وأمام هذه المسٶولية الملقاة على عاتقنا فإننا نعمل جادين على تهيئة ظروف مساعدة لمواصلة الفتيات تعليمهم الثانوي والإعدادي والجامعي کتحسين المناخ التعليمي، وتدوين المقررات التعليمية الاسلامية الجديدة، والسعي لتوفير وسائل النقل الخاصة بالفتيات .

رغم أن الإعلام الدولي لم يقم بالتغطية اللائقة والکافية لمثل هذا الملتقى الإسلامي التاريخي بسبب الظروف الأمنية في ترکيا، فإن خطاب المتحدث “مجاهد” کان له صدى عميق وتأثير بالغ على وسائل الإعلام المحلية وکبار رجال السياسة الأفغان. وذلک الملتقی يعبر، ولو رمزيا، عن وجود أمة في هذا العالم باسم المسلمين لها مشاعر خاصة وتاريخ بطولي ومنهج حياة سماوي مستقل وأهداف سامية. ولأنه يعتبر متنفسا وفسحة مجال أمام الإمارة للتعبير عن مواقفها وبرنامجها وإشعار الأمة بمسٶوليتها تجاه ما يحاک للإسلام والمسلمين من مٶامرات في هذه المرحلة الحساسة والشديدة القساوة من تاريخها، لعل الله يحدث بعد عسر يسرا، بعد رفض الغرب الإمبريالي الحاقد على الاسلام والمسلمين لکل أنواع التفاهم سوى التفاهم بالعقلية الإستعمارية.

ملتقى ديار بکر السابع للعلماء أکد للعالم أن أفغانستان عضو من الجسد الواحد فقد اعتبرته حرکة طالبان والمحللون السياسون حقا نجاحا معنويا وروحيا، روح الحرية والعزة للإسلام ووحدة المسلمين، حققته الإمارة في اتجاه الغرب بعد فشل الشرق في اجتماعي “شنجاي” في الصين و “تشقند” في أوزبکستان، للتباحث في الوضع الأمني في المنطقة، بسبب عدم دعوة حرکة طالبان للمشارکة في المٶتمرين.

جوزيف بوريل المسٶول العام عن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروربي الذي کان قد صرح مٶخرا أن ليس على وجه الأرض شيء يسمى أفغانستان وکأن الأرض أرضه، والله تعالی يقول: “وأن الأرض يرثها عبادي الصالحون”، أصيب وأوروبا الصليبية بفاجعة وذعر بسبب ملتقى علماء الاسلام وتواد المسلمين وتراحمهم کالجسد الواحد، و هو ما أفسد عليهم ما سعوا وأنفقوا ما أنفقوا لأجل تحقيقه.

بورين اعتبر أوروربا حديقة جميلة يجب علی البستانيين الحفاظ عليها لأنها محاطة ومهددة بغابات فيها وحوش. إن مثل بورين صدقوا وهم کاذبون عند حديثهم عن حقوق الإنسان فهم يقينا لا يقصدون ما نفهمه نحن إنما يريدون بالإنسان من في تلک الحديقة فقط لا غير. فالإنسان الأوروبي هو من يستحق أن يدافع عن حقوقه ومن ثم نستطيع أن ندرک الأهداف التي يريد هٶلاء التوصل إليها من خلال الإرهاب الإقتصادي والسياسي المفروض علی أفغانستان.

ولقد رفض کثير من رٶساء دول العالم الجنون، الذي أصاب بورين بعد الهزيمة في أفغانستان، وبسبب الإختناق المستقبلي بسبب حرب أوکرانيا الذي سيحبس عنه الهواء، و کان على رأسهم بوتين رٸيس روسيا الذي فضحه وفضح وحشية أجداده الذين نهبوا خيرات شعوب العالم الضعيفة علی مدی العصور وأظفوا الشرعية على ظلمهم وغطرستهم بتدوين القوانين والبنود التي تحمي مصالحهم ومنهجهم الإستعماري الإستعبادي.

إن الحوار هو أسلوب إسلامي مستقل وعريق للتفاهم لحل الأزمات سواء علی الصعيد الإجتماعي الداخلي أو علی الصعيد الدولي. وعلی الغرب مادام يعترف بحق الشعوب في تقرير مصيرها أن يعترف بالأمة الإسلامية کأمة مستقلة موجودة علی ظهر الأرض لا تحتها و يحترم حقيقة الأصول والمعتقدات الإسلامية للتعايش في سلام مع المسلمين.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.