الكركرات: حين انقلب السحر على الساحر

دينبريس
2020-11-27T18:55:39+01:00
آراء ومواقف
دينبريس27 نوفمبر 2020آخر تحديث : الجمعة 27 نوفمبر 2020 - 6:55 مساءً
الكركرات: حين انقلب السحر على الساحر

سمير رزقي
في 21 أكتوبر الماضي، أطلت علينا شرذمة من مرتزقة البوليساريو في معبر الكركرات بخسة ودناءة، معلنة وقف حركة سير القوافل التجارية في المنطقة. من أجل ذلك جنّد المرتزقة أطفالا ونساء وبعض المسلحين في خرق سافر للأعراف الدولية على مَرْأَى ومسمع من أعضاء بعثة المينورسو للأمم المتحدة.

أمام رقصة هذه الديوك المتعجرفة والمتعنِّتة، راقب المغرب بثبات وبدم بارد هذه المناورات الاستفزازية مع إشعار السلطات الدولية ودعوتها لتحمل مسؤوليتها في ردع هذه الشرذمة. ومع صمت هذه الهيئات، توهّمت عناصر البوليساريو أنها سيطرت على الوضع حين تكدست طوابير الشاحنات في معبر الكركرات، فرفعت رايات النصر والشعارات الكاذبة. صفحة أخرى من صفحات الوهم التي بنت عليها دعايتها خدمة لأجندة سياسية لبلد شقيق.

13 نونبر تاريخ آخر ينضاف إلى سجل تاريخ المملكة، حيث قام الجيش المغربي بهمة عالية واحترافية بالدخول لمنطقة الكركرات لتأمين عبور القوافل التجارية وتحرير الممر من قطّاع الطرق. وبمجرد دخول القوات المسلحة ومن دون إطلاق نار، فرّت الذئاب عائدة إلى أوكارها تجر ذيل العار والذُّل. خانتها الشجاعة كعادتها. فلم تجد سبيلا آخر غير الدعاية الكاذبة والبلاغات الواهية لتهدئة صفوف أتباتعها بعد سنين من الكذب المتواصل.

اليوم وبعد المسيرة الخضراء، جاء تاريخ 13 نونبر ليبرز للجيل الجديد من أبنائنا أن المغرب لم ولن يفرط في شبر من أرضه. فحبَّات الرمال التي وحدت تاريخ أجدادنا ستظل رمزا وطنيا يوحِّد كل الأجيال. في هذا التاريخ، تحركت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والآلية الدبلوماسية في تناغم تام تحت قيادة صاحب الجلالة نصره الله لتعيد الأمور لنصابها وليتحمِّل المغرب مسؤوليته كاملة كما عهده المجتمع الدولي في احترام تام لالتزاماته الدولية.

إن عملية المغرب في الكركرات لقيت ترحيبا قاريا ودوليا. إجماع على مشروعية تحرير ممر الكركرات واعتراف باستفزازات المرتزقة. إقرار بشموخ الدولة المغربية وبرعونة عصابة البوليساريو والتي في هروبها للأمام اختارت سياسة الاستفزاز بمناوشات عسكرية يائسة على مرآى من الرأي العام الدولي.

اليوم، سجل التاريخ أن اختيار المغرب التفاوض في رحاب المجتمع الدولي وفقا للحل الذي اقترحه والذي شهد الجميع بجديَّته، إنما كان من منطلق الرؤية المنفتحة للمملكة لإعطاء فرصة لأبناء الوطن المغرّر بهم، لكن في نفس الوقت، تاريخ 13 نونبر يحمل في طيّاته عبرة لمن أراد أن يعتبر، أن للمغرب ملكا وجيشا وشعبا يحميه وخطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال.

لقد كانت ولا زالت قافلة التنمية في المغرب في تقدم مستمر، ونحن اليوم لسنا في حاجة للحديث عما حققناه من تنمية وازدهار على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وعلى مستوى البنية التحتية. نهضة شملت كافة بقاع المملكة وعلى رأسها أقاليمنا الجنوبية التي ما فتئت تشهد توالي افتتاح قنصليات لدول شقيقية اعترافا منها لما تمَّ إنجازه في هذه البقاع الغالية على قلوب المغاربة كافة.

المغرب يسير اليوم بخطى حثيثة في حين ظلَّ آخرون حبيسي حسابات سياسية ضيقة لم تمكن من تحقيق الرخاء لشعوبها رغم ما تمتلكه من ثروات وإن كانت الثروة الحقيقية هو الرأسمال البشري كما هو الحال في المملكة.

يطل المغرب اليوم في شموخ واعتزاز على دول الشمال كشريك فعّال ويمد يده بصدق إلى عمقه الافريقي. تقدم يحِزُّ في نفوس البعض.إن موقف المغرب في الكركرات هو استمرار لمسيرة الرقي التي رسمت ملامحها جبال الأطلس الشامخة وأمواج الأطلسي العالية وواجهة المتوسطي المنفتحة والعمق الافريقي للصحراءالمغربية.

فهنيئا للمغرب بصحرائه وهنيئا له برزانة قراراته. وليعلم الجميع، أنه إذا كانت قافلة المغرب تسير بثبات والكلاب تنبح، فلا مانع ان تتوقف القافلة لحظة لتلقنهم درسا قبل استئناف المسير.

وكما قال ملك المغرب: “سيظل المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها”، أحب من أحب وكره من كره.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.