الاسلاميون.. تجربة كبيرة وفشل أكبر

دينبريس
آراء ومواقف
دينبريس30 أبريل 2021آخر تحديث : الجمعة 30 أبريل 2021 - 3:40 مساءً
الاسلاميون.. تجربة كبيرة وفشل أكبر

سليمان الهواري
بين الاسلام والاسلاموية مسافة البعد بين النص الأصلي وبين أشكال الفهم والتأويل فيما هي محاولات التنزيل .. وهنا تأتي اجتهادات التدين من الأمور الشخصية البسيطة إلى معالجة القضايا الكبرى فيما هي أسئلة الدولة والمؤسسات والمفاهيم والأرضيات النظريات التي تصوغ فقه الحركة والإحياء الذي تركز في مجمله في عناوين عامة كالنهضة والعودة الى الدين والعمل على اعادة تأسيس ما يؤمن به كل الاسلاميين بمختلف مشاربهم ومذاهبهم وألوانهم ..

تأسيس الدولة الاسلامية التي قد يكون عنوانها دولة الخلافة ولو لم تتضمنها أدبيات هذه الحركة أو تلك وهذه الجماعة أو تلك فالجميع يحلم بدولة الرب على الأرض .. قد تكون دولة الشيوخ وقد تكون دولة الفقهاء وقد تكون دولة الشورى .. حتى الاكثر انفتاحا منهم تحدث عن دولة الانسان طريقنا نحو دولة الاسلام ..

بمعنى ان الكل يجمع في حديثه عن الدولة الاسلامية وشعار .. الاسلام هو الحل .. هل هناك فرق بين أدبيات حركة النهضة التونسية والاخوان المسلمين في مصر والعدالة والتوحيد والاصلاح في المغرب وتجربة الترابي وعمر البشير في السودان .. هل هناك فرق مع أدبيات حزب الدعوة في العراق والمجلس الاعلى في العراق وكتابات منظمة العمل الاسلامي في العراق .. اين الفرق مع ادبيات الجماعات الاسلامية في الاردن .. حركة مجتمع السلم الجزائرية وجماعة العدل والاحسان في المغرب ..

الكل يشرب من نفس المعين الشعاراتي في مرحلة الاستضعاف والمظلومية .. ولا فرق مع الاسف حتى في مرحلة الدولة .. جماعة الغنوشي في تونس التي تحكمت في السلطة ما بعد الثورة لم تنتج الا الفقر ومزيد من الارتهان للغرب والصهاينة .. سودان الشريعة الاسلامية قسم البلد الى دولتين والشعب السوداني يعيش ثورته الآن ضد الاستبداد الذي مورس باسم الدين والشريعة، لينتهي به المسار في حضن تل ابيب يمارس الرذيلة السياسية ..

تجربة مرسي والاخوان القصيرة في الحكم غبية جدا بالارتهان للعسكر وبحمل شعارات جلبت اجماع الكراهية الشعبية بما عجل نهايتها خاصة وانها من البداية حافظت على علاقات تطمينية مع اسرائيل .. حكام العراق في ظل دستور بريمر اغلبهم من قيادات الاحزاب الاسلامية الشيعية وهم أساس الفساد في عراق اليوم ..

وعن الدولة التي تدعي تمثيلها للاسلام هل يعقل ان تكون هذه التركيا الاردغانية التي تملأ تفاصيلها العملة الاسرائيلية وثكنات الناتو الامريكية .. هل يعقل أن تكون هي نموذج الدولة الاسلامية. يكفي أن نتأمل التقلبات الحربائية للخليفة اوردوغان بما تمليه مصالحه ومصالح تركيا بعيدا عن الدين وعن المقدس وكل بلاده مفتوحة لشركات إسرائيل وعسكرها وموسادها ..

أم هي دولة الجمهورية الاسلامية الايرانية أي دولة ولاية الفقيه كما يجسدها العنوان الذي تحتكم اليه كل مؤسسات البلد .. عن الحريات والمؤسسات والاختلاف والابداع والاقتصاد والادارة وتنمية الانسان نتحدث .. هل تمثل ايران الجواب عن اسلامية المشروع الديني .. يكفي ان نسميها الدولة الإلاهية .. الدولة النبوية .. ما الفرق مع مقولة دولة الخلافة ومنهاج النبوة .. فالمضامين هي نفسها .. سواء في مرحلة الحركة أو في مرحلة السلطة والحكومة والدولة .. الفشل والاخفاق يجمع الجميع ..

وهنا نسجل ملاحظة كون كل هذه الحركات شيعة وسنة تنجح بنسب متفاوتة في مرحلة الصعود والمعارضة والمقاومة الشعبية قصد تسلم الحكم والسلطة .. تنجح في التجييش وجمع الحشود وحفر خنادق الجهاد لمقاتلة المخالف والعدو والكافر الذي قد يكون فقط مجرد اجتهاد آخر من داخل الوطن ..

ألم يحن الوقت فعلا للنزول من أبراج الوثوقية حركات وجماعات وتنظيمات بل ودول تدعي تمثيل الدين والمذهب .. لقد كان محك التجربة صادما في الحكم لأغلب الحركات الاسلامية التي تسلمت السلطة فإلى متى يستمر المفكرون والمثقفون في اقتفاء أثر القيادات التنظيمية التي لن يعترف أحد منها بالقصور والفشل فهم منزهون عن أغلب الاتباع والمريدين ..

لنمتلك الجرأة وقليل من التواضع ونفتح أعيننا لنقول أن الجميع يحتاج للمراجعة ولا احد يمكن أن يلغي الآخر ولو في الفكرة والمعنى ومن يبتغ السير حقا بالمجتمع نحو التحرر والحرية والتنمية والاستقرار في دولة تضمن العدالة والكفاية والحرية للجميع .. على الجميع وفي أول خطوة نزع نظارات تسويد العالم وان الآخر هو الظلامي والآخر هو العميل والآخر هو الداعشي والآخر هو الصفوي والآخر هو المتواطء مع العدو ضد هوية الأمة والتاريخ والسنة والدين الأصيل..

سؤال الوطن أكبر بصيغة الجمع الذي يستوعب الجميع وكل من يساهم بنشر ثقافة العداء المجاني من داخل التاريخ أو من داخل القراءات المتهافتة للتجارب الحركية فهو يساهم فعلا في تأبيد الفرقة والتشتت و التخلف في العطاء ومقاربة المشاكل الحقيقية للأوطان والشعوب ..

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.