إلى “التوحيد والإصلاح” و”العدل والاحسان”.. حتى الأنبياء دعوا الى حب أوطانهم

دينبريس
2020-12-13T13:21:01+01:00
آراء ومواقف
دينبريس13 ديسمبر 2020آخر تحديث : الأحد 13 ديسمبر 2020 - 1:21 مساءً
إلى “التوحيد والإصلاح” و”العدل والاحسان”.. حتى الأنبياء دعوا الى حب أوطانهم

الدكتور عبد الرحيم منار اسليمي
درسنا في كتب القانون والعلوم السياسية ان الدولة لها عناصر مادية ( السكان والاقليم والحكومة ) وعناصر قانونية ( السيادة والشخصية القانونية ) ودرسنا أن الأمة في تعريف سوسيولوجي هي مجتمع متكامل ، ذات سلطة مركزية دائمة، وحدود مرسومة ووحدة معنوية، ذهنية، وثقافية للسكان الذين يختارون الانتماء الى الدولة وثوابتها وقوانينها، وان الامة في التعريفات القانونية والسياسية مجموعة من الافراد الذين يشعرون بأنهم يشتركون بهوية واحدة تميزهم عن غيرهم من الشعوب.

انا هنا أتساءل فقط أين يمكن وضع حركة التوحيد والإصلاح وجماعة العدل والاحسان، ماهو اقليمهم؟ ومن هي حكومتهم؟ واين الرابطة التي تجمعهم بالسكان فوق هذا الإقليم؟ وهل يشعرون ان لهم هوية واحدة مع هؤلاء السكان؟

العدل والاحسان سكتت ولم تحركا ساكنا والمغاربة يتضامنون ويتلاحمون في احداث معبر الكركرات ، وكأنها غير موجودة معنا في هذه الدولة ، وتخرج اليوم ببيان خطير تدافع فيه عن فلسطين وأرض فلسطين ، وحركة التوحيد والإصلاح الجناح الدعوي للحزب الحاكم تسير في نفس اتجاه العدل والاحسان ، سؤالي هو ماهو الاقليم الذي يهم الجماعة والحركة؟ وماهي الأمة التي ينتميان اليها؟ وماهي الدولة التي ينتميان الى جنسيتها؟ وهل توجد في العالم حركات تدافع عن أراضي وشعوب غير شعوبها؟

ان الهوية ليست متعددة الجنسيات والأقاليم فهي اما هوية مشتركة واحدة داخل دولة امة واحدة او انها غير موجودة، فلاداعي لإطلاق بيانات لحركة والتوحيد والاصلاح وجماعة العدل والاحسان تتحدث باسم الشعب المغربي ، فالشعب المغربي اقليمه هو المغرب بكافة ترابه من طنجة الى الكويرة، والذي يهمه اولا وقبل شيء وسط هذه الاحداث هو الصحراء المغربية.

ولايمكن للمغاربة ان يكونوا فلسطينيين اكثر من فلسطين، ولا اظن ان ياسر عرفات قد استشار قبل ذهابه لتوقيع اتفاق أوسلو قيادة العدل والاحسان أو جماعة التوحيد والإصلاح، ولا اعتقد ان “عباس” في الضفة او “هنية” في غزة يقومان باستشارتكما فيما هما مقبلان عليه من قرارات.

ان الدارس للقانون والتجارب الدستورية وعلم السياسة وعلم الاجتماع وعلم النفس والعلاقات الدولية والقانون الدولي وحقول معرفية أخرى يستنتج استنتاجا واحدا مفاده ان الدولة وكل دولة تسعى للدفاع عن مصالحها اولا وقبل كل شيء ، ومصالحنا الوطنية تتمثل في قضية الصحراء المغربية اولا ، ولسنا خاطئين لأن الدين الإسلامي الذي تستعمله التوحيد والإصلاح وجماعة العدل والاحسان في خطابها دعا الناس الى حب أوطانهم، فالرسول صلى الله عليه وسلم دعا الى حب الوطن، والرسول صلى الله عليه وسلم وهو يخرج ليلا مهاجرا إلى المدينة من مكة، اشتاق إلى مكة وإلى مولده. فأنزل الله عليه: «إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ» الى مكة. ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن مكة المكرمة، ما أطيبك من بلد وما أحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك.

وبذلك اقول ان الدين والقانون والتاريخ والسياسة وغيرهم كلهم يجمعون على الاشارة الى الوطن أولا، والأنبياء جميعا دعوا الى حب اوطانهم.

فأين انتم يا حركة وجماعة من كل هذا والى أي دين ومذهب انتم تابعون؟ وماهو وطنكم؟ وماهي امتكم بالضبط؟

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.