1 يونيو 2025 / 15:17

شيخي فاق أباه

د. محمد غاني ـ كاتب المغرب
تتلمذت في علوم القوم عن شيخ بارع صال و جال في علم السلوك والأذواق حتى ذاع صيته الآفاق، قوي المبنى وأقوى في المعنى، تكلم بالعبارة وعبد بالإشارة، خير العباد وزين أولي الألباب.

انتهج ابنه نفس سبيل الأب، غير أنه عرف منذ بعيد من الأوقات بارتداء غير حلل أبيه المعنوية، فإذا ارتدى أبوه ثوب قوة المبنى والمعنى أخفى الابن بطرق الدروشة والمسكنة علو الحال والمقام.

أخفى مقامه طيلة فترة تلمذته فلم يدره إلا من ظهرت له الإشارة، لما تقلد منبر التربية الروحية زاد في حال الخفاء حتى انه لا يظهر في الظاهر إلا مختفيا.

كثيرا ما نزور مقام أولياء سموا بـ(سيدي المخفي)، حيث لا تكاد تخلو مدينة من كنية أو لقب من نفس هذا المعنى الذي نروم، وشيخي لقب بالجمال فأثار الخفاء عن الظهور أطال الله عمره.