21 مارس 2025 / 13:28

خطيب الجمعة يؤكد على فضل ليلة القدر والعطاء في رمضان

ألقى خطيب الجمعة، اليوم 21 مارس 2025، خطبة تناول فيها فضل الذكر والإنفاق والمواساة في شهر رمضان، مسلطا الضوء على أهمية العشر الأواخر وما تحمله من فرص عظيمة لنيل الأجر والمغفرة.

واستهل الخطيب خطبته بالتأكيد على أن شهر رمضان هو مناسبة لتعزيز قيم التكافل والتضامن، مذكرا بأن النبي ﷺ كان أكثر الناس عطاء في هذا الشهر، مستشهدا بحديث عائشة رضي الله عنها: “كان النبي ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان”.

وأشار إلى أن النبي كان يحرص على تحري ليلة القدر في العشر الأواخر، مستدلا بحديث أبي سعيد الخدري الذي أخرجه البخاري، والذي يبين أن النبي اعتكف طلبًا لهذه الليلة المباركة. كما شدد على أهمية الاجتهاد في العبادة خلال هذه الأيام، مذكرا بحديث: “إذا دخل العشر، شدّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله”.

كما أبرز الخطيب مكانة الذكر، موضحا أن الدعاء من أعظم القربات في هذه الليالي، مستشهدا بحديث عائشة رضي الله عنها حين سألت النبي عما تقوله إذا أدركت ليلة القدر، فقال: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”.
وبيّن أن من مظاهر الاقتداء بالنبي في هذا الشهر العفو عن الناس والصفح عن أخطائهم، لما لذلك من أثر في نيل محبة الله وعفوه.

وتحدث الخطيب عن فضل تلاوة القرآن في رمضان، مستدلا بالآية الكريمة: “إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُوا۟ مِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ سِرًّۭا وَعَلَانِيَةًۭ يَرْجُونَ تِجَٰرَةًۭ لَّن تَبُورَ”، مشيرا إلى أن القرآن عبادة تجمع بين الأجر الوفير والهداية والنور في الدنيا والآخرة.

وفي حديثه عن الإنفاق، شدد الخطيب على أن الصدقة في رمضان تعد من الأعمال التي تبرهن على صدق الإيمان، مذكرا بقول النبي: “والصدقة برهان”. كما أشار إلى حديث “فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة”، لافتا إلى أن الصدقة تكفّر الذنوب، وتعزز روح المواساة والتضامن بين أفراد المجتمع.

وفي خطبته الثانية، سلط الخطيب الضوء على أن السخاء والعطاء من الصفات المتجذرة في نفوس المؤمنين، مستشهدا بما كان عليه النبي والصحابة والسلف الصالح، حيث كانوا يرون أنفسهم أحوج إلى ثواب الصدقة من الفقراء إلى المال.

وختم الخطيب بالإشارة إلى ما دأب عليه المغاربة عبر العصور من بذل العطاء والمساعدة خلال شهر رمضان، مستلهمين ذلك من سير الأئمة والسلاطين، وخاصة من أمير المؤمنين، الذي يقدم المساعدات السخية للأسر المعوزة، إحياء لقيم التكافل والتراحم التي يحث عليها الإسلام.