“أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ”.. رسالة الى مثقفات ومثقفين وشريفات وشرفاء تونس

27 أغسطس 2022

محمد عسيلة، أستاذ باحث في ماستر الثقافة و الدين و الهجرة
أليس منكم أو فيكم يا أيها المثقفون التونسيون رجل رشيد، يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر بعدما قام فخامة الرئيس باستقبال من يسمونه ممثل الجبهة الوهمية على أرض تونس الطاهرة؟

أليس منكم رجل أخ رشيد و امرأة أخت رشيدة له من الثقافة و الوعي و النضج ما يجعله يثور في وجه هذا الاستلاب و الانجرار والانحراف على المحجة البيضاء التي تجمعنا كإخوة نقتسم تاريخا و حاضرا و مستقبلا نريده جميلا، تنعم فيه أفراد شعبينا بالرفاهية و الاستقرار و المحبة؟

علينا كمثقفين ألا نحجم عن الكلام و الحديث عن هذه المواجع المختزنة في صدورنا جراء تنكر جيراننا في شرذمة حاكمة للتاريخ المشترك و الدين المشترك و اللغة و الثقافة و المخيال المشترك و ها هو “فخامة” الرئيس التونسي – و اسمحوا لي أن أضع كلمة رئيس بين معقوفتين لما لها من حمولة تدل على الترفع و الفهم و الحكمة، لكنها للاسف فقدت سيميولوجيتها في هذه اللحظات! سبق اصرار و ترصد من “هذه الفخامة” لتطعن أخوتنا و محبتنا في غلس الظلام في الظهر!

علينا كمثقفين أن نبتعد داخل صمت مرفوض عن التخندق جهة المتنكرين – فالصمت علامة الرضى، و راهنية اللحظة لا تقبل الصمت في زمن موشوم بالحروب و الاوبئة و ندرة المياه و ضعف التنمية و تصاعد موجات السخط الاجتماعي بسبب الفقر و تربص “الكبار” بنا لخلق النعرات و الشتات و نحن مشتتون في أوصالنا سبقا! متفرقون أصلا! متنازعون متخاصمون مع ذواتنا متألمون بأسقام تركها الاستعمار و فاقمها الجهل المركب في مجتماعتنا !

علينا كمثقفين يا رجال تونس الابرار أن نفك العزلة بيننا و نسألكم بحب و بعشق أليس فيكم أخت رشيدة و رجل رشيد؟ لتقولوا كلمة حق ل”فخامة الرئيس ” و مستشاريه و تعودوا الى ممارسة سيادتكم كما عرفناكم يا بنات و أبناء تونس الخضراء.

نحن واثقون – نحن التي تجمعكم و تجمعنا – ضمير جمع يدل على كياننا و مرجعيتنا المشتركة و تاريخنا المجيد – واثقون بهذه “النحن” أن تنخرطوا في ايقاف هذه المسرحية الهزيلة قبل أن يرتد طرف النهار مع الليل، أن تشنوا حملة أساسها الاخلاق والانخراط بلغة جرامشي في مفهوم المثقف العضوي – حملة توقف هذا النزيف و تستعيدوا هيبتكم التي عهدنا في رئاسة بلدكم وطننا الثاني.

نحن واثقون من انخراطكم و تضحياتكم، فما يحمينا يحميكم و ما يحميكم يحمينا: كيان الاسلام و العروبة و الحرية و الكرامة و السيادة و الاخوة و التاريخ المشترك- حيادكم مطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى و انخراطكم في حبنا و عشقنا المشترك مطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى.

و مهما يكن يا شريفات تونس و يا شرفاء تونس – لن تؤثر هذه المناورات البئيسة على امتداد و استرسالية محبتنا و أخوتنا كشعبين يجمعنا ديننا و أخلاقنا و انخراطنا و هويتنا و جغرافية غنية و متنوعة.
و أسألكم أولًا و أخيرا: أليس منكم رجل رشيد؟

جوابي: نعم و هذا هو المعهود فيكم.

اخوكم و محبكم
محمد عسيلة

توكل كرمان.. من جائزة نوبل إلى خطاب الفتنة

عمر العمري تقدم توكل كرمان نفسها، منذ حصولها على جائزة نوبل للسلام سنة 2011، بوصفها رمزا عالميا للحرية وحقوق الإنسان، إلا أن مسارها الإعلامي والسياسي اللاحق سرعان ما كشف عن تناقض صارخ بين الشعارات والممارسة. فبدل أن تكون صوتا للحوار والسلام، تحولت إلى منبر للتحريض والتجريح، مستخدمة المنصات الرقمية لنشر خطاب عدائي يستهدف المغرب ومؤسساته […]

استطلاع رأي

هل أعجبك التصميم الجديد للموقع ؟

Loading...