مُغالَطَةُ التَّكلِفَةِ الغارِقَةِ

زعيم الخيرالله
آراء ومواقف
زعيم الخيرالله15 ديسمبر 2022آخر تحديث : الخميس 15 ديسمبر 2022 - 8:37 صباحًا
مُغالَطَةُ التَّكلِفَةِ الغارِقَةِ

زعيم الخيرالله
المغالَطَةُ : هي تَحَيُّزٌ مَعرِفيٌّ يَتُمُّ من خلالِهِ حجبُ الواقعِ؛ مما يعطي مظهراً شبهَ حقيقيٍّ لما هو في الأساسِ خاطئ وغير مؤكَّد . أو هي استخدامُ الاستدلالِ والتفكير غير الصَّحيح أَو الأفعال الخاطِئة في التعليلِ وبناء الحُجَّةِ.

وَما أَكثرَ المغالطاتِ في حياتنا!، حياتنا ليست بكل تفاصيلِها وخطوطها الدقيقة مبنيَّةً على الحَقائقِ ، بل هي في أَكثر دروبها مبنِيَّةٌ على المغالَطاتِ والاوهام .

الاعلامُ الذي نُقصفُ بهِ في كل يوم بل في كلِّ ساعةٍ ولحظة ، أغلبُهُ يعتمدُ على المغالطات ، وبامكانهِ أن يقلبَ الحقَ باطلاً والباطلَ حقاً .

الاعلانات هل هي مبنيَّةٌ على حقائق تترك لعقلك ان يختار بكاملِ حريتهِ ؟ لا ، انما يعتمدُ الاعلان على كل الاغراءات التي تحرك الزبائن لشراء البضاعة. اذن: المغالَطَةُ هي التي تمسكُ بخناقنا في الحياة.

ومن المغالطات التي تؤثرُ في حياتنا ، وتؤثر على قرارتنا ” مغالَطَةُ التكلفة الغارقة” والتي يطلقُ عليها في الانكليزية “Sunk Cost Fallacy” ، وهي مصطَلَحٌ اقتصاديٌّ ، ولكن لها مصاديقٌ كثيرةٌ في حياتِنا اليومِيَّةِ .

ومغالطة التكلفة الغارقة هي: ان التكاليف التي انفقناها على مشروعٍ تبَيَّنَ لنا فشلَهُ وعدم جدواه ، ولايمكننا أَنْ نسترجعً هذهِ التكاليف ، ولكننا نُصِرُّ على المُضِيِّ في المشروع رغم قناعتنا بفشلهِ وعدم جدواه .

لماذا ؟ لاننا دفعنا أَموالاً لايمكننا استردادها فلابد من ان نذهب مع المشروعِ الى آخرِ الشوط . هذه هي مغالطة التكلفة الغارقة في علم الاقتصاد .

أمّا في حياتنا اليومية ، فاننا نمارسُ هذه المغالطة في التكلفة الغارقة ؛ لاننا دفعنا أموالاً . فنحن حينما نشتري تذكرة لمشهادة فلم سينمائي ، وبعد ذلك نكتشف أَنَّ هذا الفلم تافه ولاحاجة لتضييع أَوقاتنا به ، ولكننا مع ذلك نُصِرُّ على مشاهدةِ الفلمِ حتى النهاية ؛ لاننا بذلنا مالاً لايمكننا استرجاعُهُ .

وهكذا في علاقاتنا الاجتماعية ، الصديق الذي نكتشف حيله وألاعيبَهُ وأَنَّ المُضِيَّ معه تضيعٌ للوقتِِ وللعمرِ ، ومع ذلك نستمر في هذه العلاقة. والامثلة كثيرة على هذه المغالطة في حياتنا الاجتماعية اليومية .

نسألُ اللهَ أَنْ يرزقنا فهماً ووعياً لتمييز المغالطات والاوهام وفرزها عن الحقائق .

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.