ذبيح الله مجاهد: لا يوجد في سجون أفغانستان معتقلون تابعون للولايات المتحدة الأمريکية

دينبريس
آراء ومواقف
دينبريس27 مارس 2023آخر تحديث : الإثنين 27 مارس 2023 - 7:24 مساءً
ذبيح الله مجاهد: لا يوجد في سجون أفغانستان معتقلون تابعون للولايات المتحدة الأمريکية

أحمد جاويد ـ کابل/ أفغانستان
في لقاء له بإحدى وسائل الإعلام، صرح ذبيح الله مجاهد المتحدث المرکزي لحکومة طالبان أنه لا يتواجد لديها في سجونها أي سجين يحمل الجنسية الأمريکية کما رد أيضا أن يکون ألقي القبض بشکل أو بآخر على بعض أتباعها في الآونة الأخيرة.

وجاء هذا ردا على لسان المتحدث على تصريحات سابقة نشرتها الصحافة المحلية الأمريکية أدلى بها وزير خارجيتها أنتوني بلينکن مفادها أنه لا يزال يوجد محتجزون أمريکان في سجون السلطات الحاکمة في أفغانستان. وأن الإدارة الأمريکية ستسعى جهدها للإفراج عن رعاياها.

هذا و ما زالت الإدارة الأمريکية، طبقا لسياستها المزدوجة المرسومة للتعامل مع ملف طالبان، توٴکد تعهداتها بحربها على الإرهاب بشتى أنواعه. کما صرحت باستمرارية أنشطة تنظيم القاعدة في جنوب آسيا. وحددت أسماء ثلاثة لأعضاء بارزين في هذا التنظيم وهم أسامة محمد قائدُه، عاطف يحيى مساعدُه الأول، محمد معروف مسٶول الجهاز التنفيذي لهذه الشبکة الإرهابية. إضافة إلى القاري أمجد الباکستاني عضو سابق بارز في تنظيم ´مجاهدي بدر` والزعيم حاليا لحرکة طالبان باکستان. کما وأعلنت الولايات المتحدة عن مصادرة کل ممتلکات هٶلاء المذکورين مع تجميد حساباتهم المالية. أيضا ستعتبر أي ارتباط بهٶلاء من طرف أتباع أمريکا، علاقة ممنوعة و محرمة.

و أکد وزير الخارجية بلينکن أن تنظيمي القاعدة وتي تي پي يشکلان تهديدا واضحا لجنوب آسيا. وأن إدارته ستلجأ إلى جميع الوسائل المتوفرة لديها لمکافحة کل خطر يهدد مصالحها القومية. کما صرح أيضا أن إدارته ستستمر في التصدي لهذا الإرهاب العالمي الذي يصدره زعماء الجماعات الإرهابية المتواجدون حاليا بداخل أفغانستان حتی التيقن الکامل أنه لم يعد فعلا لهٶلاء أرضية آمنة ينطلقون منها لتنفيذ أهدافهم.

من جهتها ردت طالبان هذه التهم واعتبرتها ادعاءات خاوية عن الدليل. کما أکدت مرة أخری على لسان المتحدث باسمها عدم السماح لأي جهة کانت استغلال أراضيها للإخلال بالاستقرار الأمني المنطقوي أو العالمي. کما اعترضت على قول بلينکن بوجود الزعماء المذکورة أسماءهم على التراب الأفغاني فضلا عن أن تکون لهم أنشطة تهدد استراتيجية طالبان الهادفة إلى تحقيق السلام والأمن الضرورين لاستقرار المنطقة.

والذي يبدو أنّ الإدارة الأمريکية تبحث عن مبررات وأخاديع حتی لو کانت ضعيفة الإسناد لتبرير مواقفها التعسفية إزاء القضية الأفغانية لا لشيء إلا إشباع الغريزة الرومانية والإصرار علی الخطيئة. هذه الاستراتيجية في التعامل مع العالم الإسلامي خاصة هي ما جعل هذه الإدارة تتعمد التبوء بالفشل في حل الأزمات، والسير نحو طريق مسدودة يجعلها تواجه خطر الانعزالية. فالتکبر والتطاول علی الشعوب الضعيفة حق ثابت لها مورث، إلا أن بعض الدول الأخری تعتبر ذلک نقطة ضعف تسببت في تسرب الداء إلی بدن العملاق وانتشاره فيه. وإننا لنری کيف انبطحت أمريکا أمام حکام دولة فنزويلا من أجل برنامج النفط. حتّى لا تذل نفسها للمملکة السعودية أو لأي شيء يمت للمسلمين بصلة.

ومن ثم نستطيع أن ندرک أو نفهم بم يطالب به وزير الخارجية بلينکن من طالبان في تصريحه الذي أدلی به للصحف المحلية. فهو لا يقصد رعايا أمريکيين محتجزين لدی طالبان، فهذا مستبعد، ولکن محتجزين لدی تنظيم القاعدة وتي تي بي المتخفيان في جبال أفغانستان. لتنطلق بذلک مرحلة جديدة في التزوير والتمويه ورفع درجة ضغط المٶامرة الجديدة. أية قاعدة يتحدث عنها بلنکن. فبدل الحديث المباشر والمثمر و نهج أسلوب الحوار والتفاهم مع طالبان لإيجاد الحلول المناسبة والمعقولة للأزمة نجد وزير الخارجية بلنکن يفضل نبش القبور ليعثر علی آثار عظام لا تسمن ولا تغني من جوع لينتقم من هذا الشعب الذي أنهکته الحروب و لإلهاء المجتمع الدولي بطمس الحقائق. فهي هزيمة عسکرية تتلوها أخری سياسية وجاء دور الانتقام من التقارب السعودي الإيراني الذي مهدت طريقه أفغانستان. هذه هي حقيقة تصريحات بلينکن التي وجدها کثير من المحللين تحمل في طياتها التناقضات وعدم شفافية الخطاب. ونقول بل هو عين الشفافية والوضوح وهي مواقف متکررة ضمن مسيرة طويلة للإدارة الأمريکية تجاه المسلمين، من مشرق العالم إلی مغربه.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.