الکشف علی مقابر جماعية في ولاية قندهار بأفغانستان

دينبريس
آراء ومواقف
دينبريس29 سبتمبر 2022آخر تحديث : الخميس 29 سبتمبر 2022 - 8:59 صباحًا
الکشف علی مقابر جماعية في ولاية قندهار بأفغانستان

أحمد جاويد ـ کابل، أفغانستان
طالب کل من هيئة التفتيش في منظمة الأمم المتحدة و”ريتشارد بنيت ” الذي أعد تقرير الأمم المتحدة المتعلق بحقوق الإنسان في أفغانستان، بفتح تحقيقات عاجلة حول المقابر الجماعية في ولاية قندهار مرکز الإمارة والواقعة في الجنوب الشرقي للبلد.

کما أکد “رتشار بنيت” علی أهمية حفظ ما تبقی من جثث المقبورين من الاختلاط والضياع حتی تتم عملية عرضها علی الطب الشرعي.

ومن جهتها، قالت “بتريشيا جاسمن” المسوٴول العام عن هيئة التفتيش في منظمة الأمم المتحدة علی صعيد القارة الأسيوية أن عملية التحقيق هذه تحتاج إلی خبراء ذوي کفاءة عالية. وقد جاء هذا الطلب من الهيئة علی إثر اکتشاف أهالي المنطقة لهذه القبور الجماعية عندما کانوا يقومون بعمليات الحفر عند سد “أروند ناوي”بمديرية “سبين بولدک” بولاية قندهار. ولم يعلن عن عدد الأجساد المکتشفة، ولکن حسب معلومات الأهالي فإنهم ذکروا اثنتي عشرة جثة.

وللعلم، فإن مثل جرائم الحرب هذه قد ارتکبت حقا بکثرة في مناطق مختلفة لا فقط منطقة قندهار، ولکن المحتلين قد غضوا عنها الطرف. فمنها ما ارتکبه المحتل ومنها ما ارتکبته جبهة الشمال ويدخل تحتها قائد “الأقلية الشارية”حضرت علي، وعبد الرشيد دوستم، قائد المليشيات الأوزبکية والرئيس السابق “أشرف غني” ومعاونه “أمر الله صالح” اللذان أجازا علنا للجنرال عبد الرازق بالقيام بالإنتهاکات کما تحلو له نفسه.

وقد بلغت من السخرية والاستهزاء بالدين بل حتی بالقوانين الدولية ما بلغت. الشيء الذي جعل حرکة الطلبة ينتقمون منه أبشع انتقام فيما بعد. الجنرال عبد الرازق انتشر صيته واسمه بسسب الإنجازات العظيمة التي قدمها لرئيس الدولة المخلوع ومعاونه، فکانت تقام له الجلسات الرسمية افتخارا بأعماله وإحياء لذکراه بعد مصرعه حتی إن “صالح “هذا أعلن في آخر جلسة: إننا نريد قادة مثل الجنرال عبد الرازق شهيد الملة.

الجنرال عبد الرازق شاب من قندهار کان يکره الطلبة إلی حد فاق کره المحتلين إياهم. ولله في خلقه شوٴون. فقد انقلب السحر علی الساحر. فقد حدثني آنذاک بعض أقربائي والأصدقاء الذين کانوا في الجيش يقاتلون تحت قيادة هذا الجنرال أنه کان يسب من يأتيه بأسير من الطلبة حيا و يکره ذلک. أي بمعنی اقتلوه حيا. فکان لا يراعي فيهم إلا و لا ذمة.
وکان السجناء لا ينفذ فيهم حکم المحاکم بحجة أنهم سيلتحقون بصفوف الطلبة بعد الإفراج عنهم، إذا فالأنسب قتلهم بدل إرسالهم إلی المحاکم ثم السجن. هذا التصعيد الذي استعجلت فيه الحکومة وبالطبع بإشراف الولايات المتحدة من ورائها تحمي هذه الإستراتيجية کان هو نقطة التحول الذي لم يخطر ببال أمريکا. فقد نسي المحتل أن وقود الديزل إذا اشتد عليه الضغط يفقد الصبر وينفجر کما نسيت قراءة تاريخ المسلمين من مشرق الأرض إلی مغربها. فاتضحت الخيانة التي ارتکبتها أمريکا ليس في حق ديموقراطيتها فحسب بل في حق الخبراء الأمريکان الذين عارضوا الحرب منذ بدايتها لعلمهم بمصيرها. فقد کانت صورت لهم النصر الموٴزر في رمشة عين، فظهر کذبها علی مواطنيها.

بعد تکثيف هذه الاستراتيجية لمحو أسطورة بعنوان “حرکة الطلبة” من علی وجه خريطة الأرض، کان الجواب من المقاومة عنيفا وغريبا حقا. فقد وجهت حملاتها إلی أخطر السجون في البلد لفک سراح الأسری، مثل سجون جلال آباد ، قندهار، قندز ، هلمند، و مزار شريف، وقد نجحت في ذلک وإلی حد کبير وفکت سراح سجناء کثيرين من الطلبة وممن ليسوا من الحرکة مما تسبب في زعزعة الاستقرار في الإدارة الحاکمة.

وکثفت من المقاومة ونسفت ذلک الجنرال نسفا وتأکدت الإدارة الأمريکية أن ارجعوا لا مقام لکم وأن وقود الديزل سينفجر أکثر وسيحرقها ومن معها، فوجدت المخرج من الکارثة والنجاة بنفسها في “دوحة” العرب، بعد أن ورطت نفسها في “بون” الألمان، تارکة خلفها سيرة مشوهة مليئة بالظلم والآلام و الأحزان. سيرة داست فيها بأقدامها القيم والأخلاق وکرامة الإنسان. سيرة حماية النفاق والفساد الحکومي. سيرة قصف مسجد في منطقة خيوة بأکثر من عشرين صاروخ أرض أرض من المطار لتقتل ما يزيد عن أربعين طالبا من حفظة القرآن. سيرة استهزاء بأسری الحرب بأبشع الصور . سيرة لو شاهدها الشعب الأمريکي نفسه لما صدقوا أن إدارتهم فعلت ذلک ولأصيبوا بالجنون.

لقد عاث الفکر الغربي الصليبي في الأرض فسادا لا يتصور، إنه رمل ويتم وشرد وأعدم کما وعد بذلک جورج بوش في بداية حمتله الصليبية. فهل تعتبر دماء المسلمين رخيصة إلی هذا الحد. هل ننتظر من الصليبيين أن يتصدقوا علی المسلمين بالدفاع عن دمائهم. ألم يتنکر بطرس غالي النصراني أمين عام الأمم المتحدة سابقا للمسلمين في البوسنة أمام الجرائم الصربية في أواخر القرن الماضي. فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.