أفغانستان: نائب رئيس الوزراء يطلب من البنک العالمي استئناف دعمه لمشاريعه التنموية غير المستکملة

دينبريس
آراء ومواقف
دينبريس31 يناير 2023آخر تحديث : الثلاثاء 31 يناير 2023 - 9:20 صباحًا
أفغانستان: نائب رئيس الوزراء يطلب من البنک العالمي استئناف دعمه لمشاريعه التنموية غير المستکملة

أحمد جاويد ـ کابل / أفغانستان
أعلن المکتب الإعلامي لرئاسة الوزراء ترحيب الملا عبد الغني برادر النائب الإقتصادي لرئيس الوزراء، بالتقرير الذي أعده البنک العالمي موٴخرا والذي أکد فيه علی تحسن الوضع المالي والإقتصادي في أفغانستان بفضل الجهود الحقيقية والمثبتة التي تبذلها طالبان ويشهد لها الواقع. واعتبر المکتب الإعلامي أن البنک العالمي قدم بذلک هوية جديدة وصحيحة للمجتمع الدولي عن الإنجازات الإقتصادية والتقدم الذي حققته طالبان.

فقد ذکر في التقرير زيادة نسبة صادرات البلد وعائداته المالية خلال سنة 2022 م وانخفاض نسبي ملحوظ لأسعار الوقود والمواد الغذائية وغير الغذائية. أما عن العملية المحلية، فقد حافظت على ثباتها مقابل العملات الأجنبية. کما تم تسليم رواتب العاملين لدى الدولة في مواعيدها.

کما أعرب المکتب الإعلامي عن أمله في إلغاء الحظر المفروض على القطاع البنکي، وتحرير أموال أفغانستان المجمدة، لأن ذلک سيساهم أکثر في زيادة انعاش القطاع الإقتصادي، أيضا سيقلل من حجم العبء الملقى على کاهل المجتمع الدولي (و يقصد الخدمات الإنسانية). کما ناشد المکتب الاعلامي مختلف المنظمات العالمية للإسهام بقوة في ازدهار أفغانستان وذلک بدعم حقيقي ومساندة لبرامج الدولة التنموية في مختلف القطاعات إلى جانب الخدمات الإنسانية التي تقدم للشعب.

وللذکر أقلعت تلک المنظمات عن مواصلة برامجها إبان تسلط طالبان على أفغانستان، وأصيبت مشاريع کثيرة بالشلل التام لفترة. ونظرا للضغوط الدولية التي حالت دون تلک المنظمات الخارجية ودون استئناف برامجها، اضطرت طالبان لنهج سياسة الإعتماد على النفس مع ضعف الإمکانات، وواجهت خطة تفريغ الدولة من کل مقومات الدولة بکفاءة . فلا هي ورثت اقتصادا، ولا ترِک لها أموال في بنوک، و لا وجد من يعينها على القيام على أقدامها. فکانت البداية من نقطة الصفر القارس في عصر التکنولوجيا. وهذا الذي ألزم البنک العالمي أن يکون منصفا في تقريره، و لو من الجهة الاقتصادية على الأقل. إذ يصعب على علماء سياسة الإقتصاد ورأس المال أن يتقبلوا کيف لحكومة هذه مواصفاتها أن تحقق صمودا و مقاومة وتقدما أمام تحديات العصر في بلد لا يملک من البنية التحتية إلا زراعة بدائية غير قادرة لتلبية الحاجيات وفي بلد دخل وخرج من حربين مع روسيا وحلفائها، وأمريکا و حلفائها تتوسطهما حرب محلية کفترة استراحة.

فتکون طالبان بإنجازاتها هذه، وبشهادة هٶلاء، قد أجابت بما فيه الکفاية على اعتراضات الکثير من المغرضين على کفاءاتهم وأهليتهم والتشکيک في قدراتهم على إدارة الدولة، هذا من منظار عالمي. أما من المنظور الإسلامي فقد أثبتوا أن الدول الإسلامية، لما لها من قدرات عالية في مختلف القطاعات، قادرة ـ إن هم عملوا النية ـ على ابتکار قوة عالمية جديدة مٶثرة، ذات دور فعال وإيجابي في تسوية الأزمات والنزاعات في عالمنا المعاصر، بل وفي تغيير مسار تاريخ عالم اليوم لأنهم يمتلکون الفکرة الصحيحة للحياة، و من القوة ما يٶهلهم لإنجاز ما هو مستحيل.

ثم جاء الحظر الذي فرضته طالبان على عمل المرأة في المٶسسات الخارجية الغير حکومية مما أدی إلی توقف المٶسسات العالمية عن أداء مهامها إذ اعتبرت دور المرأة فيها ذا أهمية بالغة إذ في غيابها، يعد ايصال المساعدات الإنسانية للفقراء والمحتاجين شاقا. مما سيعرض بالتالي الملايين من الأفغان لمواجهة خطر المجاعة حسب تصريح کل من ´ أمينة محمد ` مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة، و ´مارتن غريفيتس ` المسٶول العام عن الخدمات الإنسانية في المنظمة، اللذان قاما سابقا بزيارة لکابل. وقد صرح الأخير بعد لقائه لطالبان أنه طلب منهم أن يتعهدوا له بمنح المرأة، على الأقل، دور المشارکة في إيصال المساعدات الإنسانية.

کما طلبت طالبان من المنظمات الدولية، کعادتها في عدة لقاءات سابقة، بالإشادة أمام العالم بالتقدم الذي حققته. کتحقيق الأمن والاستقرار في البلد، إنجاز مشاريع ضخمة وصغيرة من غير أدنى حماية أو دعم خارجي، وأداء الإعاشة الشهرية للعاملين والموظفين لدى الحکومة في وقتها وغيرها من الإنجازات.

وبعض السياسيين الأفغان، غير طالبان، والمجتمع الدولي ما زالوا متمسکين بمطالبهم التي يعدونها من الأولويات، کاحترام حقوق الإنسان، الإدلاء بموقف صريح وشفاف عن أنشطة المنظمات الإرهابية ومن ضمنها تنظيم القاعدة على التراب الأفغاني، إلغاء المحدوديات االمفروضة على المرأة في مجالي التعليم والعمل وأخيرا تشکيل حکومة شمولية تضم جميع الأقليات والتوجهات السياسية.

وهذا الطلب الأخير يعد هو أهم وأشد الطلبات المختلف فيها بين الطرفين. إذ ترفضه طالبان من أصله باعتباره يبعث علی التشکک في نوايا المجتمع الدولي حيث ان کل اتجاه موال لدولة تدعمه ويختلف تماما عن منهجيتها، مما جعلها تعتقد أن هذا الطلب إنما يهدف، طبقا للتجارب السابقة الشاهدة علی خيانة تلک الأحزاب للشعب الذي نفسه لا يرغب في عودتهم، إلی إضعاف الحکومة المرکزية ، بث الفوضی ، تحريف الأهداف والأسس التي قامت عليها طالبان وقدمت في سبيلها التضحيات وتحميل البلد حربا أهلية جديدة ترفضها طالبان بعد الاستيعاب العميق للدرس .

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.