ما يسمى ب “صفقة القرن” عنوان لجيل جديد من ثقافة العنف والتنابذ وإشاعة الكراهية، ونسف لخطاب الحكمة والسماحة والسلام و التنوير والتعايش بين الأديان والثقافات.
إنها عنوان لشرعنة الظلم باسم نصوص دينية في عالم يرفع شعار العلمانية، وتغلب الظلم بالقوة في عالم يرفع شعار العدالة.
هي نسف لقيمة السلام الكونية بانتحالها اسما وقناعا لاغتصاب أرض واحتلال شعب وهضم حقوق. يحصل كل ذلك أمام مرأى ومسمع العالم.
لذا، وبعيدا عن كل طوبى، على كل حكماء العالم أن يدافعوا بكل السبل الإنسانية عن الإنسان بالذود عن القيم الآنفة، والتي تمثل خلاصة حكمته بعد قرون من النزاعات والصراعات والإبادات والدماء، قيم تعاضدت في تثمينها رسائل السماء وفلسفات الأرض…
ولنتأكد أن للتاريخ مكره، وللمسارات مآلات لا أحد يتوقعها، لذا يبقى هذا الأفق الإنسي الرحموتي الكوني، ضرورة لمقاومة كل أشكال خيانة إنسانية الإنسان كما تجسدها “صفقة القرن”؛ مقاومة تلتقي في هذا الأفق مهما كان منبعها أو شكلها دينيا أو فلسفيا أو ادبيا أو حقوقيا أو سياسيا..الخ..
مقاومة إنسانية لإنقاذ الإنسان، وإلا فنحن إزاء جيل جديد من عنف أقسى، وكراهية أفدح، واستعمال دموي افظع للنصوص الدينية وإثارة مدمرة لتناحر الثقافات والهويات..
أو قل ذهاب جديد نحو تدمير الإنسان.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك
العنوان من اختيار الموقع
المصدر : https://dinpresse.net/?p=6692