رفقا بأئمة البيوت..

ذ. عبد الحق مرزوك
2020-06-13T07:41:27+01:00
آراء ومواقف
ذ. عبد الحق مرزوك2 مايو 2020آخر تحديث : السبت 13 يونيو 2020 - 7:41 صباحًا
رفقا بأئمة البيوت..

ذ . عبد الحق مرزوك
abdelhakmerzoug@gmail.com
ولتسعني الصدور في قضية لحن بعضهم في قراءة البيوت هذه الأيام ـ واللحن فيها جلي لا تخطئه الأذْن، ولا أنكره ـ وهو مذموم، شمل الله تعالى صاحبه بعفوه وصفحه مع عمده، فقال: ( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً، يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ، وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ، وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ، فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ، إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) المائدة: 13.

وهذا عين النصر والظفر، كما قال بعض السلف مع أهل الكفر، تأليفا لهم، ودعوة إلى الإسلام، وهو الذي استكثره اليوم كثير من المحتجين على إخوانهم، والمشنعين عليهم والمفسقين، وما أرى غلاتهم في ذلك إلا كأولئك الخوارج الذين كانوا إذا أصابوا في طريقهم مسلما يخالفهم قتلوه، فإن كان كافرا عاملوه بقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ﴾.التوبة: 6.

وحسبهم بهذه أن يخالفوا مراد الله تعالى فيهم مع إخوانهم، ويعصونه إذ قال: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ، ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ، وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم ) المائدة: 54.

فلحن هؤلاء غير متعمد البتة، ولا أظن أصحابه يقصدونه أو يتعمدون، كما صنع أهل الكتاب. ولذلك وجب التفريق بينهم. فلا يستوي في ذلك هؤلاء مع إخواننا المساكين الذين حرموا في هذه النكبة من الجماعة والإمام، فتراهم يتكلفون في قراءة القرآن سعيا وراء القيام، وتحصيلا للجائزة. وأذكر أن أحدهم ـ وكان يلحن في القرآن ـ سأل فقيها، هل يقرأ القرآن أو يتركه، فأشار عليه الفقيه بالقراءة، ثم قال: إنه لما كانت قراءة الناس لا تخلو من صواب، فإنها لا تخلو من الأجر. ففي الحرف الواحد إذا تلي بإحسان حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، والخطأ فيه بسيئة ـ ونحمد الله تعالى على ذلك ـ فإنك تطرح من العشرة واحدا، فيبقى لك تسع، ثم تلا قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ هود: 114.

ولعل هذا كفيل للتخفيف عن الناس في ضيقهم ونكبتهم، وتأليف قلوبهم مع كتاب الله تعالى بعد طول هجر، وتركا للتهمة والتشنيع.

ولقد مضى قريبا من ذلك، قول من قال فرحًا، وقد نطق بالكفر، وما شنع الله عليه، وما عنفه: ( اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ )، والحديث في البخاري ومسلم.

فرفقا رفقا رجاء بالناس، ولا ينسى الماهر كيف بدأ، قال تعالى: (كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ، فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا، إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ) النساء: 94.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.