المغرب وحفظ أمانة الدين: الدروس الحسنية الرمضانية نموذجا

محمد أكعبور
2020-06-13T07:42:50+01:00
آراء ومواقف
محمد أكعبور2 مايو 2020آخر تحديث : السبت 13 يونيو 2020 - 7:42 صباحًا
المغرب وحفظ أمانة الدين: الدروس الحسنية الرمضانية نموذجا

محمد أكعبور ـ مرشد ديني باشتوكة آيت باها
المغرب حمل أمانة الحفاظ على الدين الصحيح والدفاع عن القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف بالسعي إلى إفهامه والاجتهاد والتأصيل والانفتاح على المعارف والعلوم والقضايا الإنسان الكبرى ، والدروس الحسنية خير مجالس هذه الأمانة والرعاية.

وما ألقي درس حسني منذ أول مجلسها إلى الآن إلا وانطلق من نص قرآني أو حديثي.

الدروس الحسنية أكبر مجلس علمي على الإطلاق في العالم الإسلامي ، وهو ابتكار لأمير المؤمنين المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه؛ في التأصيل والتخريج والفهم الأمثل للصحيح من الدين والتبليغ إلى الجهات العلمية الدينية بالعالم الإسلامي ؛ تحضره أعلام الفكر والشريعة متخصصون أكاديميون.

تعرض في هذا المجلس المنيف قضية كبرى ثم تعرض على النصوص : نصوص الوحي ونصوص التراث الديني والعلمي. وتعرض على مقاصد ومصالح الشريعة حتى لا يتم التلاعب بالدين، فأهل المغرب ظاهرين على الحق ….وسيظلون.

ابتكر الحسن الثاني رحمة الله عليه هذه الدروس بناء على ما كان يعرف لدى سلاطين المغرب منذ السادة الشرفاء الأدارسة ، بالدروس الحديثية ، وأمر أن تنقل على الهواء مباشرة .

وعلى نفس السير سار نجله ووارث سره أمير المؤمنين محمد السادس حفظه الله بما حفظ به الوحيين ، وبروح جديدة ومواضيع فريدة تناسب وتخص العصر والمستقبل، وأشرك المرأة العالمة في أول تجربة من نوعها بقياد السيدة المكاوي الفقيهة القاضية والعالمة وصاحبة مشروع ضخم وهو نظرية التبرع بالأعضاء البشرية ؛ هذا الموضوع الذي تتخوف جهات وجهات وبأي سبب من الخوض فيه.

إن الحفاظ على أمانة الدين تبدأ أولا بإكرام العلماء في مجالس القصور والجلوس إليهم والاستماع إليهم، ولا أجد أهلا لذلك ، إلا أهل المغرب ومنذ زمان ، وفي تطور مستمر في هذا الزمان غير أن كورونا أوقفت هذا المؤتمر العالمي العلمي الديني بالمغرب.

جلوس الأمراء والعلماء جنبا إلى جنب وبمسافة منعدمة ورؤية كل بالعين المجردة وتتوالى النظرات في الحضرات وبخشوع تذرف العبرات لجلالة المحل والموضوع والمناسبة والشخوص ؛ حضرة أمير المؤمنين أعز اللع أمره ورفع قدره.

الدروس الحسنية سر من أسرار هذا الأمر ، جعل في المغرب ، وخص به وأفرد ، من خلالها تعرف العالم على علمائه وأكاديمييه ومختصيه ويتمنى من شاهدها أو سمع حديثها أن يحضرها بل ويحاضر فيها أمام الحضرة المولوية الكريمة.

مجالس تأبى الملائكة إلا أن تأتيها وتحف الحاضرين فيها وتشهد عليهم ولهم بالخيرية النموذجية التي يسعي المغرب دوما إلى التسابق إليها وتعميمها في الناس.

الدروس الحسنية الرمضانية أكبر تجل لتكريم القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف.

الدروس الحسنية الرمضانية أكبر معلم لتكريم العلماء من أهل المغرب ومن أهل الجوار.

الدروس الحسنية أكبر سفر علمي إلى المغرب للأخذ منه بعد أن كان أهل المغرب يفدون ويرحلون لطلب العلم واليوم يرحل إليه لأخذ السند وتوثيق العهد بالسلام على وليه.

الدروس الحسنية الرمضانية أكبر تجمع للعلماء في العالم.

الدروس الحسنية الرمضانية مكرمة من مكرمات الدولة العلوية الشريفة على العالم الإسلامي ومبرة من مبرات المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه.

الدروس الحسنية الرمضانية تلك المجالس المحمدية التي أبى سيدي محمد السادس إلا أن تسير وتساير السياق الجديد فضخ فيها جلالته دماء العصرنة والتحديث بفتحها لانفتاحها على قضايا العصر وهموم الأمة الإسلامية.

الدروس الحسنية الرمضانية أكبر تجمع للفتوى والإفتاء وهي المرجع والمستند فيما تقرره وتعرضه من الخلاصات والاستنتاجات.

الدروس الحسنية الرمضانية ذلك المطمح الذي رجائي حضورها لبركتها وعطرها ونثرها ، عطر القرآن الكريم وعطر السنة النبوية الشريفة والحظوة العلوية الشريفة.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.