وأخيراً فيجب أن يذكر أن الإسلام قنن وأبَّـد وجود الأديان وضرورة التعايش بينها على أساس Status quo فى سورة «الكافرون» قرر أن الكفار لن يسلموا وأن المسلمين لن يكفروا وعلى هذا الأساس بنى مبدأ «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ» (الكافرون: 6).
أما ما جاء من اختلافات ما بين هذه الديانات فالله يحكم فيها يوم القيامة، ويعتبر أى حكم من دين على دين نوعاً من الافتيات، لأن كل ما بين الأديان إلى الله يوم القيامة.
إن أمر الأديان يمكن أن يكون سهلاً.. مبسطاً إذا أخذناها إيماناً بالله.. وبالأنبياء.. وبالكتب.. واليوم الآخر، فهذا ما يوجد فى كل الأديان وما يجعلها واحـدة فى الحقيقة، ولكن الذى عقَّدها هو ما دُسَّ على الكتب المقدسة على الأقل عند ترجمتها، وقد ترجمت كلها من لغتها الأصلية، أو نتيجة للخلافات المذهبية فى الأديان أو ما جاءت به المؤسسة الدينية تدعيماً لها وكانت النتيجة ليس فحسب تعدد الأديان بل أيضاً رغبة كل مؤسسة دينية فى الاستحواذ على الآخر، بما فى ذلك الإسلام الذى يقول قرآنه بفصيح العبارة «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ» (المائدة: 105)، ويقول «قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ» (آل عمران: 64).
المصدر: كتاب إلهامات قرآنية لجمال البنا
Source : https://dinpresse.net/?p=575