الدكتور عبد الهادي بصير: الوساطة الأسرية تستمد روحها من المرجعية الدينية والخصوصية الثقافية المغربية
أحمد المهداوي/مراكش
في كلمته، خلال اللقاء العلمي الذي احتضنه مركز التوثيق والأنشطة، للمندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمراكش، مساء أمس، أعطى الدكتور عبد الهادي بصير، لمحة عن برنامج رحيق كتاب باعتباره فضاء معرفياً يسعى من خلاله مركز التوثيق إلى ملامسة قضايا الفكر والمجتمع، واستنطاق الكتب الجادة التي تلامس الواقع وتسهم في ترشيده.
وسلط الدكتور بصير، خلال تسييره لأطوار الحلقة الثالثة عشرة من رحيق كتاب، على كتاب “الوساطة الأسرية في ضوء الخصوصية المغربية”، لمؤلفه الدكتور زكرياء بوسحاب، معتبراً أنه يعالج موضوعًا حساسًا يتصل بلبنة المجتمع الأولى، ألا وهي الأسرة، وما يعتريها من توترات وخلافات في ظل تحولات اجتماعية وقانونية وثقافية متسارعة.
واعتبر، مدير مركز التوثيق والأنشطة الثقافية، خلال تفاعله مع الكتاب، أن الوساطة الأسرية ليست مجرد إجراء قانوني بديل عن التقاضي، بل هي مقاربة إنسانية وقيمية، تستمد روحها من المرجعية الدينية، والتقاليد الاجتماعية، والخصوصية الثقافية المغربية.
ويبرز المتحدث أهمية الوساطة باعتبارها آلية للحفاظ على التماسك الأسري، وصون كرامة الأطراف، وتغليب منطق الحوار والتوافق بدل الصراع والتنازع، مع استحضار مقاصد الشريعة وروح مدونة الأسرة، وما راكمه المجتمع المغربي من أعراف إيجابية في حل النزاعات داخل النسيج العائلي.
كما يؤكد أن الكتاب المُحتفى به يفتح نافذة للتأمل في أدوار الوساطة الأسرية، وحدودها، ورهانات تفعيلها، والآفاق الممكنة لتطويرها، بما يخدم الاستقرار الأسري والسلم الاجتماعي، ويعزز ثقافة الصلح والتفاهم داخل المجتمع.
وفي السياق ذاته يشير مسير اللقاء، الدكتور عبد الهادي بصير، إلى أن الحلقة الثالثة عشر من برنامج رحيق كتاب تسعى إلى الإسهام في تعميق النقاش حول موضوع الوساطة الأسرية، بما يستجيب لحاجات الواقع المغربي وتحدياته الراهنة.
كما عبّر عن امتننانه للدكتور زكرياء بوسحاب، صاحب كتاب “الوساطة الأسرية في ضوء الخصوصية المغربية”، عرفانًا بما بذله من جهد علمي رصين، وبما قدّمه من معالجة عميقة ومسؤولة لقضية مجتمعية دقيقة تمسّ صميم الأسرة المغربية.
منوّها بتمكن الكاتب من الجمع بين التأصيل الشرعي، والتحليل القانوني، والاستحضار الواعي للخصوصية الثقافية والاجتماعية المغربية، فجاء كتابه إضافة نوعية للمكتبة الوطنية، ومرجعًا مهمًا للباحثين والممارسين والمهتمين بقضايا الأسرة والوساطة.
كما تقدم الدكتور بصير بشكره العميق للدكتورتين فاطمة برتاوش ونادية أيوب، تقديرًا لقراءتهما العلمية الرصينة لكتاب “الوساطة الأسرية في ضوء الخصوصية المغربية”، والملاحظات الهامة والتحليلات الأكاديمية التي أغنت النقاش وعمّقت الفهم، وأسهمت في إبراز أبعاد الكتاب العلمية والعملية.
التعليقات