فوزي الصقلي: المغرب فضاء ملائم لاحتضان مؤتمر حول جيوسياسة تفسير النصوص الدينية

رشيد المباركي

أكد فوزي الصقي، رئيس كرسي جيوسياسة الثقافات والأديان أن التأويل ممارسة معرفية لها آثارها الرمزية، والاجتماعية، والسياسية، حيث ساهمت القراءات المتعاقبة للمقدس في تشكيل الوعي الجماعي، وفي توجيه مسارات لحضارات، بكاملها، مضيفا أنه انطلاقا من هذا الوعي، يقترح هذا الملتقى مقاربة متعدّدة التخصصات، تجمع بين التاريخ والعلوم الدينية، وفقه اللغة، والفلسفة، والعلاقات الدولية، من أجل تفكيك آليات تشكّل المعنى الديني، وتتبع مسارات تداوله عبر الأزمنة.

جاء ذلك في افتتاح أشغال المؤتمر الدولي الذي ينظمه الكرسي الذي أطلقته أكاديمية المملكة المغربية، والتي نظمت أولى جلساته صباح اليوم بالعاصمة الرباط، تحت عنوان “قراءة المقدس وتأويله: نحو جيوسياسةٍ للتفسير”.

وأضاف المحاضر أن عنوان المؤتمر لا يقتصر على توصيف حقل معرفي بعينه، بل يفتح آفاقا جديدة للتفكير في علاقة النصوص المقدسة بالتاريخ، وفي أثر تأويلها في تشكّل الرؤى الكونية، وبناء المؤسسات، وصياغة الهويات الجماعية عبر العصور، وفي سياقٍ عالمي تتعاظم فيه الحاجة إلى الفهم المتبادل، وإلى قراءةٍ مسؤولة للتراث الديني، يبرز المغرب، بما راكمه من إرث حضاري تعددي، وبما يتميز به من مرجعية ملكية متبصرة، وحكمة راسخة في تدبير الشأن الديني، فضاء ملائما لاحتضان هذا النقاش العلمي المُتميز، وذلك تماشيا مع التوجيهات السديدة لمولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

لا ينحصر طموح هذا الملتقى في تشخيص الإشكالات، يضيف الصقلي، بل يتجاوز ذلك إلى الإسهام في بلورة أخلاقٍ معاصِرة للقراءة، أخلاقٍ توازن بين الوفاء للتراث، والدقة العلمية، والإقرار بالتعددية، وتعيد إلى المقدس دوره بوصفه أفقا للسمو المعنوي، لا أداة للإقصاء أو الصدام.