وأكد تجاني أن مدرسة ابن القاضي “تتميز بكونها من المدارس القلائل في المغرب التي حافظت على هذا العلم، إن لم نقل الوحيدة التي تحافظ على الخصوصية المغربية، وإن شئت قلت إنها امتداد للمدارس العتيقة القديمة مثل مدرسة سيد الزوين”.
وبخصوص استمرار فتح المدرسة أبوابها رغم أن هناك العديد من اماكن تحفيظ القرآن قد تم غلقها مؤخرا بالمغرب، أوضح مشرف قسم تخصص القراءات عبد الإله تجاني أن “المدرسة كانت ومازالت متخصصة بالقرآن ولا غير القرآن، وهي بعيدة عن الدخول في أمور اختلاف الدعاة”، وتابع قائلا: “رسالتنا كانت واضحة، هي التركيز على القرآن والدعوة بالقرآن وللقرآن”.
وأبرز تجاني أن المدرسة تحيي تقليد “الكراسي العلمية” وهي دروس علمية مفتوحة في وجه العموم، طلبة الجامعة والأئمة والوعاظ، يؤطرها مجموعة من الشيوخ، فهناك الدكتور محمد الروكي في أصول الفقه، والشيخ السحابي يدرس كرسي القراءات، ويحيى المدغري، مدير مدرسة ابن القاضي، يدرس شرح متن الرسالة لأبي زيد القيرواني.
وبين أن أهم ما تتميز به مدرسة ابن القاضي قسم تخصص القراءات وقسم المقرأة وقسم الأطفال، الذي ركزنا فيه على المدارس الحرة، ولنا طموح بأن الأطفال الذين ينضمون إلى مدرسة ابن القاضي أن يختموا القرآن مع تفوقهم في دراستهم، وقال إن هذه السنة لدينا ما مجموعه 260 طفلا يتابعون تمدرسهم في الابتدائي والإعدادي.
جدير بالذكر أن شيخ مدرسة ابن القاضي للقراءات، هو الشيخ محمد السحابي، وهي تابعة لجمعية الإمام أبي شعيب الدكالي لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه، ويقع مقرها في حي اشماعو بمدينة سلا، ولها عدة فروع، ثلاثة منها حاليا تشتغل وهي “مدرسة التوحيد” بحي الرحمة، وفرع بسلا الجديدة يطلق عليه “كتاب الحافظ ابن الجزري”، وفرع بسيدي موسى وهو المعروف بـ”كتاب الفتح”، والعمل الآن جار على فتح فروع أخرى.
وللإشارة فقد أحدث معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية بموجب ظهير ملكي مؤرخ بـ 2 ماي 2013، ويقع المعهد تحت سلطة وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية، ويكون مقره بالرباط، مع إمكانية إحداث فروع له بمدن مغربية أخرى.
وجاء في الجريدة الرسمية، العدد 6153، أن هذه المؤسسة أحدثت سعيا من جلالة الملك إلى إنشاء معهد يمكن من تكوين قراء متميزين، وعلماء متخصصين في القراءات وفي الدراسات القرآنية.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=2600
