جديد حسان الباهي في الاشتغال على ثنائية العالم الواقعي والعوالم الافتراضية

دينبريس
كتاب الأسبوع
دينبريس3 مارس 2025آخر تحديث : الإثنين 3 مارس 2025 - 12:38 مساءً
جديد حسان الباهي في الاشتغال على ثنائية العالم الواقعي والعوالم الافتراضية

في سنة 2010، ألف حسان الباهي، أستاذ الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة ورئيس مختبر الدراسات في الفلسفة وعلوم الإنسان والمجتمع كتاب بعنوان “الذكاء الصناعي وتحديات مجتمع المعرفة: حنكة الالة امام حكمة العقل”، وصدر عن دار أفريقيا المغربية، قبل صدور الطبعة الثانية منه في سنة 2022، ويتطرق الكتاب إلى علاقة الذكاء الصناعي بالتقدم، وأثر تقنية المعلوميات في تفعيل القرارات السياسية والاقتصادية، كما يستعرض الإشكالات المتعلقة بالأصالة والمعاصرة ودورها في التقدم.

والمؤلف الذي ينسق ماستر “الفلسفة المعاصرة: قضايا واتجاهات” بكلية الآداب، بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، يعد من الباحثين الذين لهم مجموعة من الإسهامات النوعية منها على سبيل المثال “اللغة والمنطق” و”جدل العقل والأخلاق في العلم”.

صدر للمؤلف أيضا هذه الأيام، دراسة جديدة من خلال كتاب بعنوان “دلاليات العوالم الممكنة: العالم الواقعي أمام العوالم الافتراضية”، وصدر عن دار أفريقيا الشرق.

يرى المؤلف أنه منذ‭ ‬عقود‭ ‬ازداد‭ ‬اهتمام‭ ‬أهل‭ ‬النظر‭ ‬بالبحث‭ ‬في‭ ‬نظرية‭ ‬العوالم‭ ‬الممكنة،‭ ‬وفي‭ ‬أبعادها‭ ‬المقدرة‭ ‬والتخييلية،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إثارة‭ ‬دعاوى‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬التساؤل،‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬التساؤل‭ ‬عن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المفاهيم‭ ‬والمقولات، ومنها بداية ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬لفظة “ميتا”‬،‭ ‬لتعني‭ ‬تعلق‭ ‬النسق‭ ‬الموصوف‭ ‬بالنسق‭ ‬الواصف؛‭ ‬فالنسق‭ ‬أيا‭ ‬كان،‭ ‬لا يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينغلق‭ ‬على‭ ‬نفسه،‭ ‬بل‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬نسق‭ ‬أقوى‭ ‬بالبت‭ ‬فيه،‭ ‬وهذا‭ ‬الأخير‭ ‬يحتاج‭ ‬بدوره‭ ‬إلى‭ ‬نسق‭ ‬أقوى‭ ‬منه،‭ ‬وهكذا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لانهاية‭.

والحال، يضيف حسان الباهي، أن ‭ ‬الوضع‭ ‬جعل‭ ‬النظار‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تحدي‭ ‬حدود‭ ‬النسق‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬درجتها. ‬ولتجاوز‭ ‬حدود‭ ‬النسق أو النظام، تطلب‭ ‬الأمر‭ ‬استحضار”‬ميتا‭ -‬نسق” أو “نسق النسق”، وقد ‬نستمر‭ ‬في‭ ‬تراتبية‭ ‬الأنساق‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لانهاية.

بهذا،‭ ‬يتم‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬معنى‭ ‬وجود‭ ‬الذات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استثمار‭ ‬وظيفة “‬ميتا” ‬التي‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬حركة‭ ‬الفكر‭ ‬بهدف‭ ‬بيان‭ ‬قدرات‭ ‬الذات‭ ‬على‭ ‬الفعل‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الواقعي‭ ‬وفي‭ ‬العوالم‭ ‬الممكنة. وعليه،‭ ‬وظفت‭ ‬”ميتا” في‭ ‬بناء‭ ‬النسخ الخاصة بميتا الكون، والمتمثل‭ ‬في‭ ‬العوالم‭ ‬الرقمية‭ ‬التي‭ ‬تسمح‭ ‬بدمج‭ ‬العالم‭ ‬الواقعي‭ ‬بالعوالم‭ ‬الافتراضية‭ ‬ضمن‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسمى‭ ‬العالم‭ ‬المدعم أو الإنسان‭ ‬المدعم،‭ ‬أو “ميتا إنسان”.

وبمجرد‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬عالم “الميتا”‭ ‬تجد‭ ‬نفسك‭ ‬أمام‭ ‬تقنيات‭ ‬تسهل‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬افتراضي‭ ‬خاص‭ ‬بك،‭ ‬وبصورة‭ ‬تجعلك‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬الواقعي. هذا‭ ‬الوضع‭ ‬دفع‭ ‬بدارسين‭ ‬إلى‭ ‬طرح‭ ‬أسئلة‭ ‬كبرى‭ ‬تتعلق‭ ‬بطبيعة‭ ‬الوجود‭ ‬وأحوال‭ ‬الموجودات،‭ ‬عبر‭ ‬استحضار‭ ‬العوالم‭ ‬الممكنة‭ ‬بمختلف‭ ‬تجلياتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الخيال‭ ‬العلمي‭ ‬والأجناس‭ ‬الأدبية‭ ‬وفنون‭ ‬أخرى،‭ ‬والتي‭ ‬وجدت‭ ‬أصداء‭ ‬في‭ ‬السينما‭ ‬والحكي‭ ‬والمسرح‭ ‬والرسم‭ ‬والنحت‭ ‬وباقي‭ ‬الفنون.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.