الولاء التاريخي لأعيان وشرفاء وعلماء وفقهاء الريف المغربي للملوك العلويين (5)

نموذج فرقة أولاد الحاج بالريف الشرقي

دينبريس
2025-02-03T19:22:02+01:00
دراسات وبحوث
دينبريسمنذ 6 ساعاتآخر تحديث : الإثنين 3 فبراير 2025 - 7:22 مساءً
الولاء التاريخي لأعيان وشرفاء وعلماء وفقهاء الريف المغربي للملوك العلويين (5)

عبد السلام أندلوسي ـ أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل

الحلقة الخامسة: جنادة كبدانة مركز الحراسة الذي ترأسه جدنا سيدي البشير تحت إشراف السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله

كنا في الحلقة الماضية قد استعرضنا بعضا مما ذكرته المصادر التاريخية عن جنادة كبدانة. ونقلنا عن هذه المصادر، وفي مقدمتها ” المعلمة” / موسوعة المؤرخ الدكتور سيدي حسن الفكيكي، أنها تأسست على يد القبيلة وبمساهمتها استجابة لأوامر عليا من السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله على أكبر تقدير.

وحسب المصدر ذاته، فقد كانت جنادة مركزا للحراسة، وكان يشرف عليها مرابط إدريسي تدعوه الوثائق الاسبانية سيدي البشير(1). وهو المقدم المرابط سيدي البشير إبن محمد إبن أحمد إبن الطاهر، وقف سيدي حسن الفكيكي، مثلما يؤكد في “المعلمة”، على اسمه من المقروء على رخامة ضريح حفيده (جدنا) سيدي محمد الهادي إبن عبد الرحمان إبن محمد إبن البشير.

ووفقا للمصدر ذاته، فقد عمل سيدي البشير بالتنسيق مع المجاهد القلعي محمد الرتبي(2) فقام باعتراض السفن الإسبانية المارة بساحل كبدانة، وقد سماه الإسبان آنذاك بالوحش الرهيب (مليلة 13 فبراير 1786 ملف 4.320 علبة 2 Estado … (قلعية : 7.2 (347) نجد أخباره في مذكرتي كبييرووميراندا)، يؤكد المؤرخ الدكتور حسن الفكيكي .

وضعت الحراسة بمسجد رباط كبدانة مثلما تسميه الوثيقة. (21 حجة (1300) من الوثيقة نفسها نعرف الغاية من إيجاد الحراسة : منع المسلمين من ركوب البحر إلى جزر “الشفارين” بقصد البيع والشراء مع الإسبان، وكذا منع نزول القوارب الإسبانية. يدعي أحد أئمة المسجد أن إبن البشير رتب له السلطان أجراً 50 مثقالاً (8 رمضان 1307 أيضاً 13 و 25 رمضان ك. 166 ص. 93 و 9 شوال 1309 ك. 1933) .

ونظمت الحراسة على يد جماعات قبيلة كبدانة وذلك بحصة ثلاثة حراس لكل جماعة من الجماعات الستة، وبذلك بلغ عدد أفراد الحراسة ثمانية عشر حارساً في وقت واحد. هذا هو المستخلص من اللقاءات التي يذكر الدكتور المؤرخ سيدي حسن الفكيكي أنه أجراها مع شيوخ القبيلة، ومن مراسلة القائد محمد بوصفية الكبداني على عهد الحسن الأول بتاريخ( 15 رجب 1307 ك. 166).

ولمسجد جنادة أرض محبسة (فاتح صفر (1300) رملية غير صالحة للفلاحة قائمة بجوار الرباط على ظهر الكتلة الصخرية المغطاة بالرمال. ولها مرسى أيضاً، فتحه القائد عمر هرفوف في وجه التجار اليهود والإسبان لتصدير الحلفاء (21) حجة 1300 و 14 رجب،(301) ومن أجل ذلك دعيت جنادة ثغراً، وبنيت بالقرب من جنادة دار المخزن بأرض البرج السكني القواد . كانت الدار مخزناً للحبوب أحدث بها أكثر من خمس مطامير جماعية لتلك الغاية.

ويضيف الدكتور حسن الفكيكي، أنه إلى غاية 1307 كان بناء جنادة في حاجة إلى إصلاح. وهذا ما طلبه رجال الحراسة من ميمون بن المختار الفرخاني، حين زيارته التفقدية خلال شهر رجب. وقد قوم الأمين إصلاح بنائها بنحو 330 ريالا إن بقيت على حالها الأول بالطين، وبأكثر إن كانت ستصلح بالجير. ويظهر أن السلطان قدم لقبيلة كبدانة أمر المساهمة في الاصلاح على يد قائدها محمد بوصفية (14) ربيع الثاني 1307 ك. 172). (15 رجب ك. 166 و 20 شوال و5 ذي القعدة 1307 ك. (172).

ولاتزال حال جنادة على الوضع القديم المنحصر في بناء المسجد. وهناك خرائب ( جمع خربة. صَارَتِ الْقَرْيَةُ خِرْبَةً :- : مَكَاناً مُوحَشاً، مُهَدَّمَةَ البُيوتِ، عِبَارَةً عَنْ أطْلاَلٍ . : تَحَوَّلتِ الْمَدِينَةُ بَعْدَ الحَرْبِ إِلى خَرَائِبَ) (3) كثيرة منتشرة على ظهر كدية البرج غارقة في الرمال أشار إسباني سنة 1911 إلى وجود آثار برج مشرف على جزر الشفارين يعتقد أنه بني على عهد المولى عبد العزيز(4).

للإشارة؛ فقد دأب أفراد أسرة سيدي البشير ( أجدادنا)على رئاسة منصب الفقهاء بمسجدهم مقترنا بقيادة الجهاد ومراقبة الساحل، ولذلك سمي المكان الذي ضم المسجد بالبرج وبجنادة للدلالة على وجود مركز حراسة و مراقبة ساحل كبدانة الممتد من سبخة (5) بوعرك شمالا إلى مصب واد ملوية جنوبا (6).
ــــــــــــ
هوامش الحلقة 5
(1) جدنا الشريف، سيدي البشير إبن محمد إبن أحمد إبن محمد إبن الطاهر إبن أحمد ( راجع: ح. الفكيكي، معلمة المغرب، ج9، ص 3098)، وهو والد الشريف سيدي محمد، جدنا الخامس، وجد الشريف سيدي عبد الرحمان، جدنا الرابع، والد جدنا الشريف سيدي محمد الهادي، والأخير هو حفيد سيدي البشير، وهو جدنا الثالث، أي جد جدنا الأول الشريف سيدي محمد والد الشريف سيدي محمد أندلسي،
(2) ح. الفكيكي ص 348 .. نحو احترام قرار الحدود … إلخ
(3) معجم المعاني الجامع،
(4) المصدر نفسه، من ص 3098 إلى ص 3099،
(5) سبخة بوعرك، هي بحيرة مارشيكا، وتعرف أيضا باسم بحيرة الناظور،
(6) حسن الفكيكي (1997)، المقاومة المغربية للوجود الإسباني بمليلية (1697-1859م)، المجلد 39، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، ص.344.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.