الرجوع إلى الذات واجب حضاري -علوم التربية نموذجا-

الحسين باروش
2019-11-02T13:21:44+01:00
آراء ومواقف
الحسين باروش31 ديسمبر 2016آخر تحديث : السبت 2 نوفمبر 2019 - 1:21 مساءً
الرجوع إلى الذات واجب حضاري -علوم التربية نموذجا-
الحسين باروش
الحسين باروش

إن المتصفح لتاريخ الحضارة العربية الإسلامية، سيجد مجموعة من المفكرين والعلماء المسلمين أمثال الغزالي ت 505 هـ، وابن جماعة ت 733هـ، والقابسي 403هـ، والماوردي 540هـ، والسمعاني 562هـ، وابن عبد البر 463هـ، فقد شهد تاريخنا التربوي فكرا تربويا محددا في كتابات كثيرة منهم ما ذكرناه أعلاه، فأولئك المفكرين كانت لهم نظريات وبيداغوجيات تربوية كما يصطلح عليها اليوم في قاموس علوم التربية، فلم يعتمدوا فقط على الجمع والتقليد، بل تجاوزوا ذلك إلى الابتكار والإبداع في أكثر من فن وعلم.
فإذا كانت التربية عموما تستمد أصولها من علوم مختلفة، فإن الأصل في التربية الإسلامية أنها تستمد أصولها من القرآن والسنة واجتهاد الأمة المتمثلة في علمائها، لذا فإننا من الواضح أنه لا بد وأن نعثر على أصول للتربية، إذ سنجد أن كتبا كثيرة في هذا المجال…
ولعل من بين المعالم التي يشيرون إليها علماء التربية هي مسألة “مراعاة الفروق الفردية “والتي تعتبر من الوسائل البيداغوجية التي يجب على المدرس أن يعرفها، وهذا نجده جليا عند علمائنا التربويين المسلمين قديما أمثال القابسي وابن سحنون والماوردي.
فمراعاة الفروق الفردية لها أهمية كبيرة في العملية التعليمية، فالتلاميذ يختلفون فيما بينهم في عديد من المواصفات والقدرات، فيجب على المدرس أن تكون له دراية بما بين التلاميذ من الفوارق حتى يستطيع أن يتعرف على مواطن القوة فيطورها، وكذا مواطن الضعف فيعززها ويقويها، حتى يتسنى له مساعدة المتعلمين لمواصلة الدراسة حسب قدراتهم واستعداداتهم.
كما يجب على المدرس أن يبذل قصارى جهده لمساعدة المتعلمين على التعلم، وكما قال الإمام الماوردي ” فليس كل ما يصلح لشخص يصلح لآخر، والمعلم الموفق هو الذي يعطي كل متعلم من العلم ما يلائمه ويصلح له”، ثم ناهيك عن تحدثهم في كتبهم عن إلزامية التعليم وفي هذا يقول الكشوري عن أبي غسان ” لا تزال عالما ما كنت متعلما، فإذا استغنيت كنت جاهلا “.
فالكل له الحق في التعلم، أضف إلى ذلك أنهم لم يتركوا شيئا وإلا تحدثوا عنه في مجال التربية، وأخص بالذكر أساليب التربية:

– فجعلوا أولها النصح والإرشاد.
– ثم التأنيب عن انفراد.
– ثم التقريع على رؤوس الأشهاد.
– ورابعا الضرب وهذا ما تتحدث عنه النظريات التربوية الحديثة.

وختاما يجب علينا كباحثين أن نقتحم ونحيي الفكر التربوي لعلمائنا المسلمين، و نجليه أمام الإشكالات المطروحة اليوم في ساحة علوم التربية ،لأنه زاخر بمجموعة من الأفكار التربوية التي يمكن أن تنير لنا الدرب والطريق للرقي بمنظومتنا التعليمية التعلمية.

{jathumbnail off}

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.