إذا كانت أوصاف الهمجية والدموية و الحقارة وللا إنسانية من التعبيرات التي يمكن استخدامها بامتياز لتوصيف حالة إجرامية معينة والتقريب إلى الأذهان مدى بشاعتها و دناءتها وحقارتها فان هذه الأوصاف ذاتها أظنها مع ما جرى من مذبحة رهيبة و مجزرة بشرية مريعة أصبحت عاجزة اليوم تماما عن الإيفاء بالمقصود وصفه من الصور البشعة المقززة والشائنة نتيجة لما صدر عن عسكر الانقلاب الفاشي الهمجي الخبيث من إجرام لا مثيل له أثناء عميلة (فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة) من اعتداء مريع على الحياة الانسانية و خرق شنيع لأبسط القيم الإنسانية الكونية بما يجسد أقصى حالات التجرد من الصفات البشرية لدى همج العسكر الدمويين .
لقد كتبنا ومنذ اليوم الأول للانقلاب العسكري المشؤوم بان ( عسكر مصر يستعدون للمحرقة ) وهاهم اليوم فعلا يضرمون الحرائق في كل أنحاء مصر وهاهم اليوم فعلا يحرقون ضحايا إجرامهم الدموي الهمجي بكل خسة ونذالة وانحطاط وهاهم اليوم يدخلون مصر إلى حالة الفوضى والانقسام الفعلي في مخطط صهيوني حقير مدروس بعناية بدا بالفض الهمجي والدموي لاعتصام المعارضين السلميين للانقلاب العسكري والمطالبين بعودة الشرعية الرئاسية والدستورية وانتقل إلى مسلسل حرق الكنائس القبطية وأقسام الشرطة ومباني المحافظات ومؤسسات الدولة وذلك بشكل متزامن بذلك وتصويره على انه ردة فعل منهم على فض الاعتصامات السلمية حتى يتم اتهام التيار الإسلامي وجماعة الإخوان المسلمين فيتم جر البلاد برمتها إلى حرب أهلية و اقتتال واسع تسحق فيه الآلة العسكرية الدموية كل المعارضين للانقلاب كما يتوهمون فتخلو لهم أجواء مصر وأرضها يعيثون فيها فسادا كمال يحلو لهم ولأسيادهم .
لقد نبهنا كذلك منذ اليوم الأول للانقلاب بان ما تم هو مخطط صهيوني واضح للقضاء على وطنية الجيش المصري وتغيير عقيدته الإستراتيجية وجعله دمية في يد العدو الصهيوني ينفذ أهدافه ومخططاته الخبيثة وان يكون ( كلب حراسة لحدوده المغتصبة ) والقضاء على الوحدة المصرية و القضاء على الاستقرار والأمن في مصر يعمل على تحقيقه السيسي المجرم الخائن عميل بني صهيون بالتواطؤ مع القوى العلمانية العميلة والأنظمة الرجعية الانبطاحية في المنطقة ( دول الخليج تحديدا ) والتي مولت ولازالت تمول كل الإجرام الدموي المشين الذي يرتكبه العسكر الفاشي ضد المصريين العزل الآمنين والقوى الدولية ( الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ) التي أيدت بصمت ونعومة الانقلاب على التجربة الديمقراطية المصرية وها هي اليوم كل الأوراق تتكشف على طاولة الأحداث الرهيبة التي أزهقت فيها الأرواح وسفكت فيها الدماء
لقد فشلت الدعاية السوداء التي قادها الإعلام المصري و الخارجي و فلول النظام السابق و مليشيات البلطجية طيلة السنتين الماضيتين من جر الإسلاميين إلى استخدام العنف والرد على كل الاعتداءات التي طالتهم بالعنف المضاد خاصة جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية العدالة على الرغم من اشتداده وخطورته وتبين هذا بالملموس إبان فترة رئاسة الدكتور محمد مرسي حين تعرضت مقرات الحزب والجماعة إلى الحرق والنهب والسلب وتعرض القصر الرئاسي إلى الهجوم والاعتداء من قبل مليشيات البلطجية بل ولم تسلم المساجد كذلك من الاعتداءات الهمجية ( مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية ) و كذلك من خلال قتل و سحل أعضاء الجماعة والحزب وسقوط ضحايا بالعشرات ( أمام قصر الاتحادية والمقطم ) دون أن تقدم الجماعة أو التيار الإسلامي بأي رد فعل مماثل بل ابدوا تمسكا واضحا بالخيار الديمقراطي والشرعية السياسية المنبثقة عن الصناديق والإرادة الشعبية الحرة .
واستمر الوضع كذلك حتى بعد الانقلاب العسكري الغاشم على الرئيس محمد مرسي و فضل المؤيدون للشرعية خطة الاعتصام السلمي والتظاهر السلمي في الشوارع للتعبير عن رفضهم للانقلاب وتمسكهم بالشرعية وأبت مع ذلك آلة القتل العسكرية الفاشية إلا أن تزهق الأرواح وتسفك الدماء في عدة مجازر بشرية راح ضحيتها خيرة أبناء مصر وفتياتها ( مجزرة الحرس الجمهوري / المنصورة / المنصة ) وأبى المجرم السيسي مع ذلك إلا أن يخرج بطلب تفويض ممن سماهم الشعب ليسفك مزيدا من الدماء و يقتل مزيدا من أبناء الوطن كما تبين أثناء فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة وما تم خلالها من محرقة بشرية مقيتة جديرة بالهمج و الوحوش وليس ببني الإنسان
اليوم أصبحت مصر على أبواب إعصار فيه نار لن يبقي ولن يذر بعدما فتح العسكر الجبناء الخونة أبواب الشر على مصراعيها و فتحوا أبواب الاحتراب الأهلي على مصراعيها لتعصف بكل شيء في مصر فلا استقرار سيتحقق ولا امن ولا أي شيء على الإطلاق وكل ما كان العقلاء في مصر وخارجها يحذرون منه قد حدث .
وان كان من احد خاصة من العلمانيين و فلول النظام السابق يظن أن المجزرة التي تمت برابعة والنهضة قد أنهت وهزمت جماعة الإخوان المسلمين وقضت على التيار الإسلامي فهو واهم يتبع السراب لان المسالة لم تتعلق بهما إلا لكونهما يعبران عن الشعب المصري واليوم المعركة التي يخوضها العسكر وأزلامه ومن ولاه هي ضد الشعب المصري صريحة واضحة مهما حاول الإعلام المرتزق التدليس وتشويه الحقائق ومهما حاولوا من اختلاق المبررات الزائفة و التهم التافهة و الدوافع البليدة كمحاربة الإرهاب والعنف وغيرها من الدعايات الكاذبة .
لان الحرب ضد الشعب التي تقودها الفاشية العسكرية وأعوانهم هي حرب خاسرة من بدايتها إلى نهايتها لان الحرب ضد الحق هي حرب خاسرة ساقطة مهما بدا أن الظلم والباطل له سطوة وقوة وجبروت وصوت مرتفع فانه في النهاية مندحر إلى القاع والى الهاوية السحيقة.
ليس الوقت وقت تكهن بما سيقع خلال الأيام القادمة من تطورات و سيناريوهات رغم أن البعض قد سارع إلى القول بان ما جرى سيؤدي لا محالة إلى تكرار المستنقعين الجزائري والسوري أو ربما أفظع منهما معا أو ربما لا فقد يتهاوى الانقلاب بأسرع مما نتصور لكننا نقول حتما بان ما يقع بمصر نقطة تحول عظمى في التاريخ العربي الراهن سيتغير معه وجه العالم العربي تماما وسيفرز معطيات جديدة تماما لا يوجد عندنا ادني مجال للشك في أنها ستكون لفائدة تأسيس الدولة المصرية الهوياتية الأصيلة المستعيدة لقرارها السيادي واستقلالها الوطني المعتزة بمرجعيتها الإسلامية وستكلل بالانهزام الساحق للفاشية العسكرية و حلفائها العلمانيين والرجعيين .
{jathumbnail off}
المصدر : https://dinpresse.net/?p=2487