12 يوليو 2025 / 14:07

فرانسيسكا مانزاري تحاضر في الرباط حول الترجمة كفعل فلسفي ونفسي وأدبي

نظم المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب بالرباط، الخميس الماضي، ندوة فكرية استثنائية تناولت الأبعاد الفلسفية للترجمة في علاقتها بالحرف، وذلك في إطار سلسلة المحاضرات التي تشرف عليها الهيئة الأكاديمية العليا للترجمة التابعة لأكاديمية المملكة المغربية.

استضافت الندوة، التي حملت عنوان “الأدب والتحليل النفسي والترجمة: من الحرف إلى التأويل”، الباحثة والأستاذة المتخصصة في الأدب العام والمقارن بجامعة إيكس-مارسيليا، فرانسيسكا مانزاري، التي قدمت قراءة معمقة لمفهوم “اللحظة الحرفية” كمدخل لإعادة التفكير في أنماط إنتاج المعنى داخل الخطابات المعاصرة.

وسلطت المحاضِرة الضوء على تعددية الدلالات التي يحملها مفهوم الحرف، مؤكدة أنه لا يقتصر على كونه عنصرا شكليا، بل يتعداه ليشكل بنية في اللاوعي، وأثرا وكتابة وحدا فاصلا في فعل الترجمة، ما يجعله نقطة التقاء بين الأدب والتحليل النفسي والممارسة الترجميّة.

واستحضرت مانزاري في طرحها أعمال مفكرين بارزين أمثال جاك دريدا وسيغموند فرويد، مبرزة أن الترجمة ليست مجرد عملية تقنية، بل هي فعل نقدي وإبداعي ينخرط في مغامرة فكرية تعيد مساءلة العلاقة بين الأصل والنسخة، بين الحضور والغياب، وبين المعنى واحتمالاته اللامتناهية.

وصفت الترجمة بأنها حقل فلسفي مفتوح يتفاعل مع اللامفكر فيه، ويستدعي جهدا تحرريا من هيمنة المجاز، بحثا عن حقيقة مغايرة تسكن اللغة وتُفلت منها في الآن ذاته.