عناية أمير المؤمنين بالموروث الثقافي والديني لليهود المغاربة

اليهودية المغربية مكون متفرد في الهوية الجماعية المغربية

دينبريس
صحافة وإعلام
دينبريس24 ديسمبر 2020آخر تحديث : الخميس 24 ديسمبر 2020 - 9:55 صباحًا
عناية أمير المؤمنين بالموروث الثقافي والديني لليهود المغاربة

تشكل اليهودية مكونا أساسيا ومتفردا في الهوية الجماعية المغربية، نشأت على مدى ألفي سنة وجعلت من المملكة نموذجا واستثناء فريدا بجنوب البحر الأبيض المتوسط وبأرض الإسلام.

وما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بصفته أميرا للمؤمنين، ومنذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين، يولي أهمية كبيرة للقضايا التي ترتبط بحوار الأديان والحضارات والثقافات، لاسيما المرتبطة منها بتعزيز موروث الثقافة اليهودية وتثمينها.

وقد تجسدت العناية الخاصة التي يوليها أمير المؤمنين للموروث الثقافي والديني للطائفة اليهودية المغربية، وإرادته الراسخة في المحافظة على ثراء وتنوع المكونات الروحية للمملكة وموروثها الأصيل، في 15 يناير الماضي، إثر الزيارة التي قام بها جلالته ل”بيت الذاكرة” في المدينة العتيقة للصويرة، بعد أشغال ترميمه.

ويعد هذا الصرح الروحي والتراثي مكانا للذاكرة يروي، بواسطة المعروضات والنصوص، والصورة والشريط، تلك الملحمة الفريدة للديانة اليهودية بمدينة الصويرة وموروثاتها، انطلاقا من طقوس تقديم الشاي، مرورا بفن الشعر اليهودي، ثم صياغة الذهب والفضة، والطرز، وخياطة القفطان، فالفنون الثقافية، والأدب، والعادات الصويرية بالكنيس، وصولا إلى المحلات التجارية الكبرى التي شكلت إشعاع موغادور في القرنين 18 و19.

ويقدم بيت الذاكرة، الذي يجعل من كنيس “صلاة عطية” مركز جاذبيته، جميع مراحل حياة اليهود بالصويرة، منذ الميلاد إلى الوفاة، ومنذ بلوغ الشاب اليهودي سن الـ13 (بار ميتزفاه) إلى بلوغ سن الزواج، بالإضافة إلى شرح كل هذه المراحل. ويعتبر أيضا فضاء بيداغوجيا بفضل “المركز الدولي للبحث حاييم وسيليا الزعفراني” حول تاريخ العلاقات بين اليهودية والإسلام، والذي يشكل فضاء للتبادل بين الباحثين من مختلف الآفاق، وفضاء للتشارك ومقاومة فقدان الذاكرة.

ولطالما تم العمل على صون الذاكرة اليهودية، الذي تم تكريسه في “بيت الذاكرة” من خلال المبادرات التي أطلقها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تروم تجديد والحفاظ على الموروث وأماكن العبادة الخاصة باليهود.

كما يتعلق الأمر، على الخصوص، بكنيس “صلاة الفاسيين” بفاس، الذي تم تصنيفه ضمن التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، إثر ترميمه سنة 2013 وتحويله إلى مكان للذاكرة. ووفق نفس المقاربة، وفي سنة 2017، تم تجديد الحي اليهودي بمراكش وتغيير اسمه إلى “الملاح”، كما حملت أزقته من جديد أسماء عبرية لاستقبال السياح، القادمين جلهم من إسرائيل.

وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد أطلق في شهر أبريل 2019، في إطار البرنامج التكميلي لتثمين المدينة العتيقة لفاس، مشروع بناء متحف للثقافة اليهودية. ويأتي هذا المتحف لينضاف للمتحف اليهودي الوحيد بالعالم العربي الإسلامي الذي تحتضنه مدينة الدار البيضاء، والذي يحتوي على مجموعات من القطع التي تعكس ألفي سنة من الحياة اليهودية في المغرب، كما يعرف المتحف اليهودي المغربي بالدار البيضاء تنظيم العديد من المعارض للتعريف بالثقافة اليهودية المغربية للجمهور الواسع.

ودائما بمبادرة من أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تم إطلاق برنامج لإعادة تأهيل المقابر اليهودية بالمغرب سنة 2010، مما أتاح إعادة تأهيل 167 مقبرة، من ضمنها المقبرة اليهودية بالجديدة التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، والتي تحتضن ضريح يحيى حاييم أسولين.

إجمالا، يرجع تدشين عهد جديد في العلاقات بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل، بشكل كبير، للارتباط الوثيق الذي يجمع الطائفة اليهودية المغربية ببلدها الأصلي، وكذا للعلاقات الخاصة التي يربطها جلالة الملك مع هذه الطائفة التي تعيش بالمغرب وفي العالم بأسره بما فيه إسرائيل.
المصدر: ومع

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.