درس الوعظ والإرشاد: من الواعظ المتجول إلى الوعظ المتحول

محمد أكعبور
2020-06-13T15:58:49+01:00
آراء ومواقف
محمد أكعبور16 أبريل 2020آخر تحديث : السبت 13 يونيو 2020 - 3:58 مساءً
درس الوعظ والإرشاد: من الواعظ المتجول إلى الوعظ المتحول

محمد أكعبور ـ مرشد ديني باشتوكة آيت باها
يقدم قومه لإلقاء درس الوعظ والإرشاد ، فيبدع ويمتع وكأنه في حصة الإنشاد، يأمرهم بالإصلاح وينهاهم عن الإفساد.
يحضر المجالس والمساجد والمحابس ويظهر في أجمل صفات وأبهى حلل بالتزين بجديد وفريد الملابس.
لا شك أدركتم تمام الإدراك بطل هذه القصة على هذه المنصة، إنه هو، العالم والفقيه والإمام والخطيب والواعظ والمرشد المغربي والمغربية ، ممن لم يعارض الفقهاء والخلفاء بما ثبتت به الحجة وقواه الدليل الشرعي والعرفي والعملي ، والعمل شريعة ، أداء المهمة -إمامة المرأة- وقد أفتت بعدم جوازها الهيئة العليا المكلفة بالإفتاء في بلاد المستفتين والفتوى تجنبا للزيغ واتباعا للهوى بناء على ما ورد في وحي الله المبين وفي قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأمين وبأسلوب المتحدث-الواعظ- المكين.
قلت بلاد المستفتين والفتوى وللشريعة فيها معنى ومغزى؟! نعم: هو كذلك، فالبلاد الوحيدة ضمن العالم الإسلامي في زمن حل بأرضها الوباء والحدث لم يرضها، طلبت فيها الإمارة من مؤسسة العلماء الاستشارة ، فاجتمعت للتادول ورجحت فقدمت لها الإشارة وتلقتها بالبشارة، فصدر البلاغ ؛ هذا بلاغ للناس وليخبروا به وليعلموا أنما هو إلى إشعار آخر.
فتوالت البلاغات والبيانات من أجل مزيد من التوضيحات واستجابة لكثير من التساؤلات حاملة معها العديد من التلميحات ، ثم تقاطرت المبادرات من أجل جمع التبرعات قادتها في الوطن أعلى السلطات كما هي عادتها في ما مضى من المحطات ، فجمعت المليارات وكونت لجن من الوزارات فنفذت عليا التوجيهات للتخفيف من الآهات وأصدرت أذكى التعليمات فتم التغلب على الصعوبات والإكراهات.
صدر الأمر بالحجر المرفوق بالزجر الداعي إلى الهجر فمنع الخروج للتمتع وأبقى على الاستثناء للعمل والإنتاج والتبضع والتزم الجميع دون تنطع مع ضمان الاستفادة من التفكه والتنكه بل وحتى التفقه.
أغلقت أماكن التجمعات حتى الساعات وصدر التحذير من نشر الإشاعات، ونفذ الوعد بتوفير البضاعات فترسخت بالإجراءات القناعات.
وسخرت اللوحات والشاشات من أجل بث المعارف : المدرسية والتعليمية والتحسيسية بل وحتى الدينية لتعم بيوتات المغرب البشاشات، فانبرى المقتدون من العلماء ومن في حكمهم ومن على نهجهم لاستمرار أداء الأدوار والوظائف لبث الدروس والمواعظ اللطائف ، فصرنا من واعظ متجول إلى وعظ متحول.
لكن اللافت للانتباه فيما يبث من هذه المواعظ والتدخلات الدينية المواكبة لكورونا فيروس أنها خرجت عن نطاق المألوف -ولا يضر- ليس من حيث الموضوع ولكن من الشكل؛ كيف ذاك؟
ألف الناس الوعظ والإرشاد ، والواعظ جالس على كرسي بالمساجد يستمع إليه الراكع والساجد والخلفية -خلفية المسجد ؛الجدارية – لا يؤثثها ديكور مخصوص، ولكن اليوم نشاهد خلفيات مقصودة أو غير مقصودة ، على كل، يبحث المتدخلون في بيتهم عن مكان أليق لإلقاء دروسهم بأسلوب أنيق.
فتجدهم قياما وقعودا ، وبمجهود فردي في توفير الجانب التقني المناسب الذي لا يرجون أن يخدعهم وهم على وشك إتمام تدخلاتهم، كما تجد بعضا من هؤلاء -المتدخلين- يعتمد في التصوير تقنية أخذ السلفي وهو في حضرة الأثافي ، وقل أن تجد من اعتمد تقنية التصوير العالي التقنية ، التصوير الخارجي..لاختلاف الإمكانات المادية.
الكل فتش الكتب وأرشيف الصحف وجديد المواقع ليواكب ما استجد بالواقع ، يعد الورقات لتنشر في أسرع الأوقات.
كل ذلك جميل إذا نظر إلى أثره في الناس لكونه يخفف عنهم ويقيهم من شر البأس ويأخذ بأيديهم للقضاء على الملل واليأس.
بارك الله في هذه التدخلات الحاملة لجيل جديد من الرسالات.
هذه تجربة علينا جديدة، وهي بحق فريدة، آمل أن تستمر لسنوات مديدة لما أبانت عنه من فوائدة عديدة حتى بعد رفع الوباء الذي واجهناه بحسن البلاء.
قراءة ماتعة مانعة، دامت لكم المسرات والمبرات.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.