تصحيح مغالطات “نورالدين الحاتمي” بخصوص برنامج “مصالحة”

حميد الأزهري
آراء ومواقف
حميد الأزهري19 ديسمبر 2019آخر تحديث : الخميس 19 ديسمبر 2019 - 8:47 صباحًا
تصحيح مغالطات “نورالدين الحاتمي” بخصوص برنامج “مصالحة”

حميك الأزهري
المصالحة إقتناع وليست مجرد وسيلة لأننا نحن من بادرنا ورأسلنا الرابطة المحمدية من أجل الحوار والنقاش وعرضنا عليها هذا البرنامج للتعبير عن حسن نيتنا وتقويم أخطا ئنا في حق أنفسنا وفي حق المجتمع وفي فهم النص الديني، فكانت هذه المحاور التلاثة في برنامج مصالحة وسنحاول شرح كل نقطة على حدى.

أولا المصالحة مع الذات:
وذلك لتتصالح مع الآخرين عليك أولا أن تتصالح مع ذاتك، يعني أن تدرس الواقع كما هو دون أن تفرض عليه قوانينك أو تعاليمك ودون أن تنصب تقافتك كميزان لقياس مدى صلاح المجتمع، فالكل يعتقد بأن تقافته هي الأصوب.

تانيا المصالحة مع المجتمع:
وهو فهم واستيعاب وقبول الإطار القانوني المنظم لعلاقة الأفراد بالمجتمع وبالدولة وبضوابط النص القانوني، انطلاقا من جدلية الحقوق والوجبات.

ثالثا المصالحة مع النص الديني:
وهو استيعاب المفاهيم الصحيحة للنص الديني والمكرس لقيم التسامح والاعتدال بارتباط الرؤى والقناعات ذات صلة بتمثلات المعتقلين للمجتمع وللدولة. تبقى اذن هذه هي المصالحة عموما.

من جهة أخرى، قلتَ كيف يمكن أن تكون مصالحة بين السجان والسجين:

الجواب أن المنذوبية ليست لها علاقة بهذا الأمر، حيث إن منذوبية السجون لها فقط مسوؤولية في التسير وضبط الأمن داخل المؤسسة، وليس بيننا وبينها إلا ذاك الوقت الذي كنا في المؤسسة وتستجيب لطلباتنا وتنسق لنا مع المؤسسات، وهناك فرق كبير بين برنامج مصالحة ومصالحة مع الدولة، هذا خلط وقع لهؤلاء.

وحتى لو قلنا بذلك القول الذي ذكر بكذب وبهتان أن اخوة داخل السجن لا يعرفون حتى سبب اعتقالهم، أقول إنه كانوا معنا في البرنامج إخوة لهم تهم كبيرة جدا مست بالمجتمع وبالنص الديني وبالمؤسسات، وقد كانوا محكومين بالإعدام وتمّ الإفراج عنهم بعفو ملكي على إثر برنامج “مصالحة”، الذي في وجهة نضرك لايعنيك بمعنى أنه وإن كانت مصالحة كما ذكرت بين سجان وسجين مستضعف فاقد للإرادة وهو مجبر ـ علا حسب قولك وزعمك ـ وهذا لم يحدث بشهادة مني كمشارك في هذا البرنامج.

فهناك إخوة ليسوا أبرياء بل متهمين بملفات خطيرة للغاية وتم الإفراج عنهم بعد توبتهم من جرمهم والتعبير علنا عن حسن نياتهم وندمهم على ما فات ومشاركتهم بصدق وإرادة في هذا البرنامج المبارك الذي أعطى ديناميكية للملف عوض أن يبقى جامدا.

كما أن هذه المصالحة تصب في صالح المعتقلين أكثر من الدولة وهناك حرية تامة في المشاركة بالبرنامج كما لا ننسى أن هذه المصالحة مكنت المعتقلين من الاستفادة من دورات تكوينية ومجالسة علماء من الرابطة وعلى رأسهم الدكتور أحمد عبادي وأساتذة كبار مثل مصطفى الرزرازي وغيرهم، الذين نغتنم المناسبة لتوجيه الشكر لهم والاحترام والتقدير، فهم وبهم تتم حلحلة جزء من هذا الملف الذي لقي خذلان ممن ينتسبون له وغيرهم من أمثالك.

وأخيرا أدعوك أن تكون موضوعيا في نقدك بناءا، فكلامك مردود عليك ويمثلك فقط، هذه وجهة نظرك لا تعنينا في شيء، نحن من شاركنا في هذا البرنامج لما وجدنا فيه من يد ممدودة.

لقد ذكرت الكثير من المغالطات، بل مقالك كله مغالطات، فقررنا دحض مغالطاتك ومزيداتك التي تدعو لغلق هذا الملف من جديد وبقاء الوضع كما كان في السابق. فليكن في علمك أنت تمثل نفسك فقط وليس لك الحق أن تنصب نفسك ناطقا رسميا بإسم هذه الفئة.

نحن ليس لنا الثقة في من يريد أن يبقي على إخواننا داخل السجون، بل نسعى أن يتمكنوا من معانقة الحرية ومعانقة أبناءهم في أقرب الآجال، وبرنامج مصالحة نافذة، بل باب فتحت لهذا الغرض.. انتهى ردنا عليك.

أما بخصوص بعض الرويبضة الذين يبحثون لهم على محل من الإعراب ينعقون هنا وهناك وكلما رأوا موجة أرادو الركوب عليها، ظننا منهم أن لهم وزنا ولكلامهم قيمة فردنا على هؤلاء كما قال الامام الشافعي رحمه الله: إِ
ذا نطق السفيه فلا تجبه …. فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنه …..وإن خليته كمدا يموت

azhari2  - دين بريس

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.