2 أغسطس 2025 / 21:31

المسألة الدينية: مداخل مركبة

محمد زاوي

هذه مداخل مركبة تهم “المسألة الدينية”:

-الإنسان في حاجة إلى الدين الخالص (“عقيدة قس الجبل” كما يصفها روسو)؛ الإنسان في حاجة إلى هذا الدين لأنه مرتبط بأنثروبولوجيته، بل هو أساسها ودافعها الأول، وهو في حاجة إليه أيضا كصمام أمان فردي في مواجهة كل ما هو ضد الإنسان.

-هذا الدين الخالص، والذي يحتاجه الإنسان، ليس خالصا في واقعه؛ لا يجده في الفضاء السياسي والإيديولوجي خاليا من عيوب التاريخ، بل يعرفه خليطا من الوجودي والتاريخي، من الدين والإيديولوجيات الدينية.

-هذه الإيديولوجيات الدينية، باعتبارها دينا مدخولا بالتاريخ، حمّالة ثلاثة أوجه: تحفظ الدين بعيبها وتحريفها (وهذا جدلها)، قد تمنع إضعاف الدين بإضعاف حفظه (ولو في إيديولوجيا حاملة)، قد تضعف الدين عندما لا تتحقق فيها أهلية الحفظ.

إننا بصدد مصلحتين يرجوهما الإنسان: مصلحة عاجلة، وأخرى آجلة؛ مصلحة في واقع تفاوتي، ومصلحة في “المشاعة”.. الخروج من هذا التناقض لا يتم إلا بالنظر في المصلحتين معا، واعتبارهما معا.. التحيز إلى إحداهما دون أخرى إما طوبى لا ترجو واقعا، وإما واقع لا يعرف حقيقة الإنسان ولا يسعى إلى استرجاعها!