الديانات وإقصاء المرأة: هل تحرم الإنسانية من بصيرة الأنثى؟

جيهان جبير
2020-06-17T10:39:17+01:00
آراء ومواقف
جيهان جبير12 ديسمبر 2019آخر تحديث : الأربعاء 17 يونيو 2020 - 10:39 صباحًا
الديانات وإقصاء المرأة: هل تحرم الإنسانية من بصيرة الأنثى؟

عن جريدة المرأة العصرية ـ ترجمة جيهان جبير
“إن مرد بعض خصائص الديانات، كالتلذذ بتعنيف الفرد وكره النساء، يعود إلى كونها موغلة في القدم. إنها تعكس في الحقيقة الأحكام المسبقة للمجتمعات الأبيسية التي شكلت مهدا لولادتها”، يقول الفيلسوف “أندريه كونت سبونفيل”.

لقد مثلت الديانة البروتستانتية الاستثناء الوحيد في هذا الباب، إذ سمحت للنساء بولوج سلك الكهنوت وتقلد المناصب الدينية، وفي ظل الاضطهاد الذي تمارسه الديانات الأخرى على المرأة تتساءل “هيلين بيتشون” مستنكرة: “تحت أي ذريعة يتم إقصاء المرأة من الديانات التوحيدية الأخرى؟”.

وتضيف “إذا كانت النساء الممرضات في الكنائس اللوثرية، التي شهدت مجموعة من الإصلاحات منذ العقد السادس، قد اعتبرن سليلات للرجال، فإن الديانة الكاثوليكية لا زالت ترفض أن يكون للمرأة مكان في مذبح الله “.

وفي هذا الصدد، قام البابا الفرنسي سنة 2016 بإحداث لجنة قصد دراسة دور النساء “الشماسات” (يقمن بعدة وظائف دينية كمساعدة الأب الكاهن في طقوس التعميد ) خلال العصور المسيحية.

وفي عقر دار اليهود أعلنت اسمها، امرأة من التيار الليبيرالي تدعى “دلفين هورفيلور “، لتصير بذلك أول امرأة حاخامية في فرنسا، وليبلغ عددهن لاحقا في هذا البلد أربعة ضمن 800 امرأة حاخامية في العالم.

وفي اطار المقاربة الليبرالية، ولد ما يعرف باسم الإسلام المستنير، وهي حركة تهدف لجعل المرأة تتقلد المناصب الدينية شأنها في ذلك شأن الرجل، حيث ترى بعض متزعمات هذه الحركة أنه لا يوجد نص ديني يمنعهن من ذلك، ليس ذلك فحسب، بل قامت كل من “آن صوفي” و”ايفا جانادين” بوعظ جماعة من الأفراد، بباريس، تضم الجنسين معا: “إن الحواجز التي تحول بيننا وبين تقلد منصب الإمامة هي حواجز ثقافية ونفسية وليست دينية أو عقدية “، وتضيف الإسلامية “كاهنة بهلول”، والتي تأمل في سابقة من نوعها، “أن تأويل النص القرآني يتم وفق منظور ذكوري، لقد حان الوقت للمرأة لكي تسمع صوتها “.

وتضيف “هيلين بيشون”، مديرة العلاقات مع مؤسسات مركز الدراسات والأبحاث المستقبلية، أن الدين في حاجة إلى حدس المرأة وحواسها وبصيرتها، فهي تعتقد أنه، خلال عصور لا حصر لها، أقصيت المرأة من الحضور في أماكن العبادة، وهو ما يتعارض مع سفر التكوين الذي جاء فيه أن الإله خلق الرجل والمرأة سواسية وعلى صورته، فالنصوص المقدسة قد أولت للمرأة مكانة جد هامة، خصوصا حين “صلب المسيح” ثم بعث مع مريم الممدلية، حسب قول “هيلين”، التي تجزم أن الديانات السماوية ستظل ديانات محدودة و”عقيمة”، فالإنسانية لن تصل إلى مرتبة النضج ما دامت تحرم صوت المرأة من النفاذ عبر أرجاء الكون.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.