الترويج الذاتي الـ Personal Branding عبر المنصات الاجتماعية (بناء الهوية الرقمية)

إن صناعة القيمة الذاتية أثمن من القيمة المادية لأنك إذا أتقنت الأولى ستحصل على الثانية

ذ محمد جناي
featuredدراسات وبحوث
ذ محمد جناي12 أكتوبر 2020آخر تحديث : الإثنين 12 أكتوبر 2020 - 6:12 مساءً
الترويج الذاتي الـ Personal Branding عبر المنصات الاجتماعية (بناء الهوية الرقمية)

ذ. محمد جناي
تعريف بناء الهوية الرقمية هو مرتبة الوصول إلى قائد فكر ؛في مجال معين من خلال القيمة المضافة التي تمتاز بها عن غيرك والتي تستطيع تقديمها باستمرار، وهذا يجعلك متحكم بالانطباع الذي تريد أن يأخذه الناس عنك، أي ممكن أن ينقلك – بناء الهوية الرقمية- ،من عالم واقعي مزدحم بالمنافسة إلى عالم إفتراضي يعج بالفرص وهو بطبيعة الحال ،نظام يميزك عن غيرك ويجعل مهاراتك العملية متفوقة عن مهارات غيرك.

‏لهذا نقول أن الهوية الرقمية على مواقع التواصل الاجتماعي، ليس بالأمر السهل، ويمكن إضافة تعريف آخر للترويج الذاتي على أنه :” العمــل على تحويــل مهاراتك ، وخبــراتك ، وقدراتك إلى علامة تجــارية ذاتية مميــزة لك ، تجذب اهتمـام الشركات والمؤسسات والناس للتعامل معك “.

نجد أن مصطلح الهوية في اللغة العربية جاء من كلمة: هو، ويستخدم لوصف مفهوم الشخص وتعبيره عن فرديته وعلاقته بالمجموعة التي ينتمي إليها، و أبرز العلوم التي درست مفهوم الهوية بشكل مستفيض هو علم النفس الاجتماعي، إذ يحاول هذا العلم أن يتحقق في قضايا تكشف كيف يتفاعل الفرد في بيئته الاجتماعية،فالمعروف أنه يمكن تحديد الهوية من خلال الأزياء والسلوك واللغة.

وفي الأنثربولوجيا الاجتماعية توجد نظريتان أساسيتان للهوية، الأولى الهوية بوصفها حقيقة ثابتة الانتماء لا يمكن تغييرها، وهذه تحددها عوامل بيولوجية كالنسب. أما النوع الثاني من الهوية فالهوية في الانتماء لأفكار أو توجهات، يحددها الفرد لنفسه. والثانية بصفتها اختيارية ليست ثابتة بل متغيرة.

وفي الوقت الذي يتطرق فيه المصطلح الكلاسيكي للهوية إلى سمات تعريفية ظاهرية، كالاسم وتاريخ الميلاد ومكان الإقامة والتوقيع وبعض الخصائص البيولوجية غير القابلة للتغيير كلون العينين وبصمات الأصابع، نجد أن هوية الإنترنت أكثر ديناميكية وإجرائية. فهي تنتج في البداية عن الآثار الرقمية التي نخلِّفها على شبكة الإنترنت: كالبيانات ذات صلة بالاتصالات والمواقع والسلع الاستهلاكية. ولكنها تتمخض أيضًا عن أسلوبنا وطريقتنا في تجسيد أنفسنا. تقول عالمة الاجتماع، سارة مونكيبيرج، من جامعة كاسِّل: “في عصور ما قبل الرقمنة كانت الهوية صفة داخلية وخصوصية في المقام الأول. فكان المرء يؤدي دورًا ما في الحياة العامة، ثم يعود في حيزه الخاص ليعيش من خلال “الأنا الواقعية”. وتلك “الأنا”، على وجه التحديد، قد أصبحت الآن علنية.

ولطالما ارتبطت مصطلحات: ” التسويق” و ” الترويج” بالمنتجات والخدمات والسلع، وقد تعودنا كثيرا على هذه المفاهيم في مجتمعات الأعمال والتجارة والاقتصاد، فالترويج ضروري لإقناع العملاء بالسلع والخدمات، من أجل تحقيق مبيعات أفضل.

ولكن ربط هذه المصطلحات بالإنسان قد يكون موضوع استغراب عند الكثيرين، فهل الترويج للإشخاص أو ما يمكن أن نسميه ” الترويج الذاتي” مقبولا؟ ، هل هو ضروري؟ وماذا لدينا حتى يمكن أن نكون ” منتجات”؟، وكيف يمكن أن نروّج لأنفسنا بطريقة صحيحة؟، ومن يسوّق لك، إذا لم تسوّق لنفسك ؟ ومن يعرفك أكثر من ذاتك ؟ ولماذا أسوّق لذاتي ؟

مرتكزات الترويج الذاتي
إن ركائز الترويج الذاتي الأربع هي : المنتج ، التسعير ،المكان ،الترويج.

أولا :المنتج والذي يعني أنك كشخص منتج له خصائصه ،ومميزاته وأهدافه، وخططه المستقبلية، ورسالته التي يودّ تقديمها فأنت لا تستطيع ترويج منتج دون معرفتك التامة به.

ثانيا: التسعير أي ما هو سعر خبراتك في السوق؟
أمثالك في الاختصاص ، كم يتقاضون ؟
هل لديك ميزات أو مهارات إضافية ؟
وذلك كي لا تبخس من قيمتك العملية فيقلل من شأنك أصحاب الشركات ، أوجتى لا تبالغ فيها فيلفظك السوق .

ثالثا: المكان أي كم من السير الذاتية التي وزعها الشباب على مختلف الشركات، وفي المقابل فالعدد قليل ممن يتواصلون معهم ، لماذا؟
هل تحضر ندوات وفعّاليات في مجالك ؟
هل تقرأ وتتابع أحدث المقالات والأشخاص الذين يتحدثون باختصاصك.
يجب عليك اختيار المكان الصحيح الذي يتواجد فيه المتخصصون في مجالك فتبني معهم العلاقات وتتبادل البطاقات التعريفية الشخصيّة وتتحدث عن خبراتك ومهاراتك وتطلعاتك لمستقبل مهنتك .

رابعا: الترويج وهو كل اجتماع أو وسيلة أو حدث يجب أن تسخرها لتروّج لذاتك .
وحتى منصّات إجتماعية / وسائل تواصل إجتماعي اعتبر كل يوم هو فرصة لتظهر بها خبراتك ، وتعرّف على من يهمّك أمرهم بقدراتك ومهاراتك. فمعظم المدراء يشكّلون عنك الصورة من مواقع التواصل الإجتماعي الخاص بك.
“فاختر الصورة التي تريد أن يراها الآخرون عنك .”

وتذكّر أن بناء سمعة لك بمجالك كخبير يقدم محتوى وعمل مفيد يحتاج منك أن تكون شخص واضح ومحدد ومثابر
وعامل الوقت مهم أيضاً كما قال Warren Buffet من أثرياء العالم ومن كبار المستثمرين:
« It takes a lifetime to buid a good reputation and a second to “destroyit”.*

خطوات الترويج الذاتي
أولا: اكتشف شغفك وقم بتوجيهه بطريقة إيجابية بناءة وصحيحة، تؤثر في غيرك وتسعى من خلاله لتكوين مجتمعات رقمية عن طريق بناء علاقات جيدة مع أفراد المجتمع على منصات التواصل الاجتماعي ،في أحدث طرق الترويج .

ثانيا: ارصد ذاتك بشكل جيد من خلال معرفة نقاط قوتك وتجنب نقاط ضعفك ثم ابحث عن المنافسين في مجالك ولا تغفل عن ذلك لأهميته في تحديد ومعرفة مستوى المنافسة لكي تدافع عن مرماك من فريق الهجوم، وتكسب رضا الجمهور المتحكم القوي .

ثالثا: طور نفسك في مجالك بالقراءة والاطلاع،والحصول على شهادات جديدة، ودورات تدريبية تضاف إلى سيرتك الذاتية .

رابعا: اكتب محتواك بطريقة قصصية،مؤثرة وحاول الابتكار ،والتجديد،وابتعد عن تقليد غيرك،دع لك بصمة خاصة.

خامسا: وحد صورك الشخصية وتعريف نفسك على جميع المواقع والشبكات التي تستخدمها.

سادسا: وكما لك بيت خاص بك اجعل لنفسك مدونة شخصية تعرض بها تجاربك، وقصة حياتك،فهي عالمك وبيتك الخاص.

سابعا: ابدأبLinkedInوفيTwitterستجدالسياسيين، وأصحاب الفكر ،وصناع القرار ، والمشاهير ،والسياسيين .

ثامنا: تواجد بشكل جيد وفعال ومستمر على Facebook وأجب على الردود والأسئلة ،الموجهة لك بشكل دائم،وسريع.

في الختام، لابد من التأكيد على أن المجتمع مليء بالشخصيات الرائعة في مختلف التخصصات والمجالات، ولكي تكون في الصدارة يجب عليك أن تُظهر نقاط القوة التي تجعلك تتميز عن المنافسين ، وذلك من خلال الترويج الذاتي أي بناء هوية رقمية خاصة بك و ستكون قادرا على تطوير صورتك النمطية العامة لدى الآخرين، وزيادة تألقك أمام المجتمع.
ـــــــــــــــــــ
الهوامش:
* موقع “هاشتاق عربي”، نور المصري ، مدربة واستشارية في التطوير الذاتي.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.