الأنجري يكتب: “محمد فايد” له وعليه

محمد ابن الأزرق الأنجري
2020-06-13T17:42:50+01:00
featuredآراء ومواقف
محمد ابن الأزرق الأنجري15 أبريل 2020آخر تحديث : السبت 13 يونيو 2020 - 5:42 مساءً
الأنجري يكتب: “محمد فايد” له وعليه

محمد ابن الأزرق الأنجري
صحيح أن محمد فايد له خبرة بالتغذية والأعشاب ، لكن مشكلته في الوثوقية الزائدة دون تجربة ولا دراسة علمية بعض الأحيان .
فيروس كورونا جديد ، ولا يدخل في تخصص فايد ، ولم يسبق للفيروس أن ظهر في شهر الصيام ، فبأي تجربة توصل فايد إلى أن صيام رمضان سيقضي على كورونا ؟
طبعا ؛ لقد سمعته في حوار مع قناة جزائرية يضع لذلك شروطا يعرف أن الناس لن تلتزمها ، ومنها تجنب المعلبات جميعها واللحوم بكل أنواعها طيلة رمضان !!!
صحيح أن المناعة تسهم في الشفاء من كورونا ، وأن الأغذية الطبيعية تقوي المناعة ، لكن هذا الفيروس الجديد قتل ذوي المناعة القوية وغيرهم ، فالتعويل على المناعة وحدها – والتي يفترض حسب فايد أنها تتقوى بالصيام – خطأ جسيم ، إذ صاحب المناعة القوية قد يكون تكون لديه مشاكل على مستوى التنفس الذي هو باب كورونا للقتل .
على كل حال ؛ فايد لم يدرس فيروس كورونا مخبريا ، ولم يعالج مرضاه بالصوم ، ولم يقم البرهان العلمي على أن الصوم لا يفاقم خطر الفيروس … لذلك تكون وثوقيته الزائدة مجازفة .
سابقا ؛ تكلم بوثوقية عن كون جميع المرضى بالسكري والقلب وغيرهم لا عذر لهم في الافطار ، وزعم أنه يتحمل موتهم في ذمته، ثم بعد سنوات تراجع وصار يوصي أصحاب بعض الأمراض بالاستفادة من رخصة الافطار في رمضان !!!
إذن ؛ فقد تكلم أول الأمر عن عاطفة وحماس ديني لا أساس له من العلم والطب ، فلماذا لا يكون هذه المرة كذلك ؟!
في أحد ” دروسه ” نصح الناس باستخراج فرث الجمل وعصره وشرب عصارته !!!
والفرث هو ما يكون في بطن الذبيحة وليس هو الروث أي البراز ( الغائط ) كما أشاع بعضهم عن فايد تحريفا متعمدا أو لعدم التفرقة بين الفرث والروث .
لو كان فايد سليم التفكير العلمي ، لتذكر أن الفرث وعصارته قد يشتمل على فيروسات وجراثيم ودود قاتل ، ولتجنب تلك النصيحة الخطرة .
لقد بنى كلامه على أن الجمال لا تأكل إلا ما هو طاهر ، ونسي أن البقر والغنم والمعز والإنسان حتى لا يأكلون إلا ما هو طاهر ، فلماذا خص فرث الإبل دون فرث البقر مثلا ؟!
وبناه كذلك على كون الناس قديما عصروا فرث الإبل وشربوا ماءه ، ونسي أو تناسى أن ذلك كان يحدث في الصحراء عند العطش الشديد الموصل للموت ، فكانوا يذبحون الجمل لاستخراج الماء من بطنه لإنقاذ أرواحهم .
فأين ذلك من عصرنا ؟!
ثم إن المضطر قد يشرب أي شيء ولو ماء ملوثا ليحفظ حياته .
أما في حواره مع راديو مغربي من بلجيكا ؛ فاستهان بكل منتقديه دون تمييز مستعملا كلاما سوقيا سبقته تدوينة على صفحته نعتهم فيها بالكلاب ، وحاشى المتخصص في الطب أن يكون سوقيا .
ثم إنه زعم استعداده أن يناقشه العلماء والخبراء في كورونا من أمريكا وألمانيا وكندا …
وقبل ذلك صاح بأنه لم يقرأ كلام منتقديه لأنهم بعيدون عن مستواه وتخصصه فلا ينزل إليهم .
وبالمثل نقول : خبراء كورونا وعلماء الفيروسات مستواهم أعلى مليون مرة من فايد ، وتخصصهم أعقد من تخصصه مليار مرة ، وبالتالي لم يسمعوا به ولن يقرؤوا له ولن يردوا عليه ، وإنما تركوه لمن هم في طبقته أو دونها ، فإنهم لا يعترفون إلا بلغة العلم والأرقام الناتجة عن التجارب الكثيرة والتحاليل المعقدة في مختبرات ومراكز بحث مشهود لها وليس لديهم استعداد للاعتراف باحتمالات هائمة في الخيال .
نعترف لفايد بخبرته في البيطرة والزراعة والتغذية ، ونندد باستغلاله الدين بشكل عاطفي مغامر ، وننتظر نتائج المختصين في الفيروسات بشكل عام وكورونا بشكل خاص ، ولا نستبق الأحداث .
وحين سمعت فايد قديما ينهى عن شراء الثلاجة ووضع الطعام بها ، حينها شطبت على اسمه من لائحة الأسوياء !
للثلاجة مساوئ ، لكن منافعها أعظم وأكبر وأعلى ، فلا ينهى عنها إلا مختل أو مجازف يحب الزوابع .
ومن كان يرى كلام فايد علميا ناتجا عن دراسات موثقة ، فليرم الثلاجة والأواني غير الطينية والمعلبات والتلفاز والويفي والهاتف … فكل ذلك مما حذر منه فايد ، وبذلك يرجع إلى العصر الحجري إذ لا وجود للمعادن !

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.