وكم تافهة هي فكرتي !؟
تخلخل فكري
حول فكرة خطرت له
انطلق يستنبط معطيات حولها ويجمعها
يقتنصها سعيدا بمصادفتها أحيانا…
وبالتمحيص فيها أحايين أخرى
كانت فكرة منسية…
تتجول في الأطراف
بحثت عني بفارغ الصبر
منقبة عن عقل فارغ المحتوى
اشتغلت عليها ليلا ونهارا…
بل اعتكفت ناسيا ما يدور حولي
شكلت بمعطياتها المتناقضة
ترهات وخزعبلات
دونتها بكل فخر
ظانا أني قد حققت بلاغة…
بل بيانا في التفكير والتأمل
وأنني…
بلغت في الفكر غاية لا نظير لها…
وأن فكرتي فاقت الفكر نفسه
ظللت أحوم وأحوم
ومن وقت لحين
أعود إلى فكرتي
متباهيا…
مزهوا بها
إلى أن التقيت أناسا أجهلهم.
وجدتهم يحملون بين أيديهم
أسفارا
مختلفة الأحجام
متنوعة العناوين
يناقشون أفكارا عريضة
لن ولم تخطر ببالي قط لحظة
عرضت فكرتي عليهم
دون احترام الطقوس
منهم من صمت حينها…
ومنهم من ابتسم لفكرتي
ومنهم من انفجر ضاحكا…
ساخرا ربما
أو مستصغرا
ومنهم من وقف على كل كلمة…
يحللها
انطلاقا من مبدإ المنطق والتبصر
اندهشت فاغر الفاه
جامد الفكر
وقتها…
اكتشفت محدوديتي…
ومحدودية فكري
استنتجت تفاهتي
وقلت في نفسي
كم أنا تافه…
وكم تافهة هي فكرتي !؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي ذ. عبدالرحيم المعيتيق/المغرب
Source : https://dinpresse.net/?p=19030