أعلن المجلس الأعلى للتصوف الإسلامي السني في ليبيا، مساء السبت الماضي، وفاة الشيخ مفتاح الأمين عوض البيجو، شيخ مشايخ الطريقة القادرية في البلاد، عن عمر ناهز الثمانين عاما، وذلك بعد مسيرة روحية حافلة امتدت لعقود في خدمة الدعوة والتصوف.
وأكد المجلس في بيان نعي رسمي أن الفقيد كان من أبرز دعاة السلم والوحدة الروحية في ليبيا، وكرس حياته لتربية الأجيال ونشر تعاليم الطريقة القادرية، انطلاقا من زاويته بمدينة بنغازي التي أسسها منتصف ثمانينيات القرن الماضي، بعد أن ترعرع في زاوية والده الشيخ لامين البيجو بمنطقة سيدي حسين.
وشهدت مسيرة الشيخ البيجو جهودا كبيرة في توسيع حضور الطريقة القادرية، حيث ساهم في تأسيس عشرات الزوايا على امتداد البلاد، واحتضن آلاف المريدين والمحبين، وكان يُعرف بتواضعه وحرصه على تعزيز القيم الروحية والأخلاقية، والدعوة إلى السلم الاجتماعي، خصوصا في ظل التحديات التي واجهتها ليبيا خلال السنوات الماضية.
وكان الشيخ البيجو قد تعرض للاعتقال في فبراير 2024 من زاويته بمنطقة بوعطني في بنغازي، من قبل مجموعة مسلحة تابعة لقوات شرق ليبيا، قبل أن يُفرج عنه في مارس من العام نفسه، ليعود إلى نشاطه الروحي وسط مريديه حتى وفاته.
وقدّم رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، تعازيه إلى أسرة الشيخ البيجو وتلامذته، مثمنا مكانته الدينية وتأثيره في المشهد الروحي الليبي، وداعيا له بالرحمة والمغفرة.
ويُعد الشيخ مفتاح البيجو من العلامات البارزة في المشهد الصوفي الليبي، وكانت له أدوار روحية وتربوية وإنسانية في بناء النسيج الاجتماعي الليبي وتعزيز ثقافة التعايش والتسامح.