أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جدلا بعد وصفه زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، بأنه “لم يعد يهوديا، بل أصبح فلسطينيا”، خلال حديثه مع الصحفيين في المكتب البيضاوي بحضور رئيس الوزراء الأيرلندي ميشال مارتن.
واعتبر التصريح، الذي جاء في سياق انتقاده لموقف شومر السياسي، تعبيرا عن تحيز راسخ ضد الفلسطينيين داخل المشهد السياسي الأمريكي، حيث تستخدم الهوية الفلسطينية كإهانة أو انتقاص.
يشار إلى أن القضية الفلسطينية تحظى بدعم واسع عالميا، حيث ينظر إليها العديد من الشعوب كرمز للنضال ضد الاستعمار والقمع.
لكن على النقيض من هذا التضامن الدولي، يواجه الفلسطينيون في الولايات المتحدة تضييقا متزايدا، إذ يتعرض الطلاب للملاحقة بسبب دعمهم لفلسطين، ويفصل الموظفون من أعمالهم بسبب منشورات مؤيدة لها، كما تستهدف المساجد التي تعلن تضامنها مع القضية الفلسطينية.
وحتى النشطاء الفلسطينيون، مثل محمود خليل الذي كان يحتج ضد سياسات إسرائيل في جامعة كولومبيا، أصبحوا عرضة للاعتقال والترحيل، مما يعكس مناخا من القمع ضد الأصوات المؤيدة لفلسطين.
وندد مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) بتصريحات ترامب، حيث وصفها نهاض عوض، المدير التنفيذي للمجلس، بأنها “عنصرية ومهينة”، مطالبا الرئيس الأمريكي السابق بالاعتذار للفلسطينيين وللشعب الأمريكي.
وأكد أن “استمرار تشويه صورة الفلسطينيين أدى إلى تصاعد جرائم الكراهية ضدهم، وأسهم في انتهاكات خطيرة لحقوقهم”، مشيرا إلى الوضع في غزة والسياسات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية.
من جانبها، انتقدت هالي سويفر، الرئيسة التنفيذية للمجلس الديمقراطي اليهودي في أمريكا (JDCA)، تصريحات ترامب، ووصفت هذه التصريحات بأنها “معادية للسامية والإسلاموفوبيا”، مؤكدة أن غالبية اليهود الأمريكيين يرفضون دعمه.
وفي السياق نفسه، اعتبرت إيمي سبيتالنيك، الرئيسة التنفيذية لـمجلس الشؤون العامة اليهودي، أن إدارة ترامب “تستخدم معاداة السامية كسلاح لتحقيق أجندات سياسية متطرفة، مما يجعل اليهود أقل أمانا”.
تشير هذه الحادثة إلى أن معاداة الفلسطينيين أصبحت أمرا مقبولا داخل السياسة الأمريكية، حيث يمكن لترامب أن يستخدم “فلسطيني” كإهانة دون أي تداعيات، في حين أن مجرد انتقاد إسرائيل قد يؤدي إلى القمع والمساءلة.