دين بريس. رشيد المباركي
نظمت مساء أمس ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، ضمن سلسلة ندوات الرواق المشترك بين مجلس الجالية المغربية بالخارج ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، مائدة مستديرة حول كتاب “الموسيقى والغناء في قلب التاريخ، اليهود والمسلمون في البلدان المغاربية” للمؤرخ كريستوفر سيلفر.
بداية، وضع مترجم الكتاب إلى العربية، الأكاديمي خالد بنصغير، المؤلف في سياقه العام، سياق العيش المشترك في المغرب بين مختلف الأعراق خاصة بين اليهود والمسلمين وتقاسمهم للحياة اليومية. وأشار الباحث إلى أن الكتاب لم يكتفي بالاعتماد على ما هو مكتوب بل بالاستماع الى المصادر الصوتية (برامج، واغاني …) والتي جمعها كريستوفر سيلفر من مناطق مختلفة من العالم، وهي في نظره نقطة قوة الكتاب.
أما الباحث في الموسيقى أحمد عيدون، فقد تطرق في مداخله إلى أهمية الكتاب والمواضيع التي طرحها للنقاش، مبرزا أن علاقة اليهود بالمسلمين في المغرب تحيلنا أولا على التراث المشترك بحكم أن المغرب هو الحاضنة الأساسية للتراث الاندلسي، وقد مر هذا التراث عن طريق التناول والرواية الشفوية وكان لا بد له من التوثيق. وبعد أن استعرض مجموعة من مظاهر العمل الموسيقى المشترك بين الموسيقيين اليهود والمسلمين سواء في المغرب أو في المنطقة المغاربية، أضاف عيدون أن التمازج والعمل بين اليهود والمسلمين في المغرب لم ينقطع في جميع الأنماط، خصوصا في التراث الموسيقي المشترك مشددا على أن المحافظة على هذا الثراء والتبادل هو ما يعطي قوة للرصيد المشترك.
بالنسبة للباحث عبد اللطيف المعروفي، فقدم قراءة أولية في الكتاب، معتبرا إياه كتابا فريدا ينطلق من الأغنية كوثيقة صوتية تاريخية من أجل فهم التاريخ. “الكتاب ينفرد بأنه يعتمد على الموسيقى والغناء في المغرب والدول المغاربية ويعتبرها وثيقة تاريخية يحاول من خلالها كتابة تاريخ العلاقة بين المشرق والمغرب”.
في الاتجاه نفسه انصبت مداخلة الفاعل في المجال الثقافي إبراهيم المزند، الذي أبرز تسليط المؤلف الضوء على تطور الصناعة الموسيقية وتسجيلاتها في المنطقة المغاربية وفرنسا، مشيرا إلى أن كريستوفر سيلفر أوضح في هذا العمل كيف أصبحت الموسيقى وسيلة للتعبير عن الذاكرة والتعايش والمقاومة في سياقات الاستعمار.
وقد شهدت المائدة المستديرة حضور مؤلف الكتاب، المؤرخ كريستوفر سيلفر الباحث في قسم الدراسات اليهودية بجامعة “ماك جيل” الكندية، والذي نوه بتقديم هذا الكتاب في المغرب على اعتبار أنه موجه بالأساس إلى الجمهور المغربي ليعرفه بجزء من تاريخه؛ ومشددا على أنه لا يوجد تاريخ بدون موسيقى حتى وإن كان المؤرخون لا يعتبرون الموسيقى نصا تاريخيا.