ندوة علمية بمدينة مرتيل.. التصوف السني بشمال المغرب ـ أعلام وقضايا ـ

د. يوسف الحزيمري
مؤتمرات وندوات
د. يوسف الحزيمري12 أكتوبر 2023آخر تحديث : الخميس 12 أكتوبر 2023 - 10:31 صباحًا
ندوة علمية بمدينة مرتيل.. التصوف السني بشمال المغرب ـ أعلام وقضايا ـ

متابعة: د. يوسف الحزيمري
نظم المجلس العلمي المحلي لعمالة المضيق – الفنيدق ندوة علمية حول :(التصوف السني بشمال المغرب – أعلام وقضايا- ) بقاعة العروض التابعة للمركز الثقافي بمرتيل، وذلك يومه الثلاثاء 10 أكتوبر 2023م الموافق 24 ربيع الأول 1445هـ) بتأطير ثلة من الأساتذة والباحثين.

في الجلسة الافتتاحية تناول الكلمة السيد: “د. توفيق الغلبزوري” رئيس المجلس العلمي المحلي للمضيق الفنيدق، تحدث خلالها عن السياق العام الذي جاء فيه تنظيم هذه الندوة العلمية، وهو بركات هذا الشهر الفضيل بمولد سيد الخلق عليه الصلاة و السلام، ولما للتصوف المغربي في شمال المغرب من ريادة عالمية في تعميق محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولما يشكله في وجدان المغاربة وهويتهم باعتباره ثابتا من ثوابت الأمة المغربية.

بعدها كانت كلمة السيد: “د. محمد كنون الحسني” رئيس المجلس العلمي الجهوي لطنجة تطوان الحسيمة، تحدث في مستهلها عن ذكرى المولد النبوي الشريف، وما يمثله الاحتفاء به لدى المغاربة من تعظيم وتبجيل وفق مظاهر شتى، كما أكد على استحضار البعد الصوفي والروحي للتصوف باعتباره من ثوابت الأمة المغربية، ودور الزوايا وروادها ومريديها في ترسيخ هذا البعد والحفاظ عليه من المؤثرات الخارجية.

وفي كلمته تحدث السيد: “د. محمد سعيد الحراق” المندوب الجهوي للأوقاف والشؤون الإسلامية لجهة طنجة تطوان الحسيمة عن ضرورة جعل التصوف السني على طريقة الجنيد السالك جزءا من تخطيطنا في الوعظ والإرشاد والعمل الاجتماعي وإعادة دور الزوايا في ذلك لما يختزنه هذا البعد من إمكانات الدبلوماسية الدينية والسياحة الدينية، ولما يشكله من عمق عالمي كبير في الإشعاع الديني للمملكة.

أما السيد: “د. عبد السلام الحاضي” المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بالمضيق الفنيدق، فقد أبرز بركة هذه الندوة في زمانها (ذكرى المولد النبوي الشريف)، وفي موضوعها (التصوف السني بشمال المغرب)، مضيفا أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو دأب العلماء المغاربة منذ قرون في أدائهم لواجب الوراثة (العلماء ورثة الأنبياء) بدراسة ومدارسة وتأطير هذا الاحتفاء، ليبرز بعدها أهم مميزات التصوف المغربي وربطها بالثوابت والمواطنة، من حفظ القيم والأخلاق والوسطية والاعتدال والابتعاد عن التطرف والواقعية والتسامح وحق الاختلاف.

بعد ذلك كان الحضور مع وصلات إنشادية أعقبتها الجلسة العلمية التي ترأسها السيد: “د. أحمد الزريولي” رئيس المجلس العلمي المحلي لوزان، حيث كانت أولى المداخلات للسيد: “د. محمد بن كيران” رئيس المجلس العلمي المحلي للفحص أنجرة، بعنوان (سمات التصوف والصوفية بشمال المغرب)، تحدث فيها عن أهمية منطقة الشمال عند الحديث عن التصوف تأسيسا وعطاء وإشعاعا، فهو يشكل حسب قوله تركيبة فكرية وعقدية وثقافية، ووراثة نبوية للجانب الأخلاقي والشعوري والذوقي، وأنه لحمة مكونات الثواب الدينية للمملكة الشريفة، وقد قصد من مداخلته مجموعة من الغايات العلمية و البحثية تمثلت في الوقوف على مرتكزات التميز، وتجديد ملامح الهوية الصوفية للمغرب، وإبراز ما للهوية الصوفية في دراسة التاريخ وبنية المجتمع المغربي، ودوره في فهم المجتمع وإعادة بنائه، وفتح أوراش البحث والتنبيه على الآفاق.

بعدها كانت مداخلة السيد: “ذ.محمد تحايكت” رئيس المجلس العلمي المحلي لشفشاون، بعنوان (التصوف بشمال المغرب نماذج وقضايا -الشيخ المفضل أزيات الخرشافي نموذجا-) تحدث في مستهلها عن مفهوم التصوف وأهميته، وأن مداره تصحيح السلوك وتزكية النفس، لأن أخطر شيء على الإنسان هو نفسه، ومن ثم نشأ علم التصوف لإصلاح القلوب وتزكية النفس، ليتحدث بعدها عن مدار الصوفية بالمغرب عموما والشمال خصوصا، ليعرج على تعلق أهل شفشاون بأهل الصلاح والإصلاح، مقدما لنا ترجمة موجزة للشيخ المفضل أزيات الخرشافي باعتباره أحد رجال الله البارزين في المنطقة من خلال الحديث عن حياته مولدا ونشأة وطلبا للعلم وتدريسا وما خلفه من مصنفات، مختتما بأن الشيخ كان متكلما على طريقة أهل التصوف.

والمداخلة الأخيرة قدمها السيد: “د. محمد إلياس المراكشي” أستاذ الدراسات الإسلامية بالمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل، بعنوان (رمزية التصوف في فكر المفسر عبد الوهاب لوقش التطواني) حيث ربط مداخلة بالحيز الجغرافي للندوة، والحيز الزمني وارتباطه بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، ليقدم عرضا حول تفسير الشيخ عبد الوهاب لوقش وما يحتوي عليه من أبعاد صوفية في تحديده مقامات الدين في الإيمان والإسلام والإحسان وهذا ما يصبو إليه المتصوفة، وأن مؤلفاته يغلب عليها التصوف والجمع بينه وبين التفسير، وما كان لشيوخه وانتسابه للزاوية الريسونية أولا، وأخذه عن الشيخ عبد القادر بن أحمد بنعجيبة وانتسابه للزاوية الدرقاوية آخرا من تأثير، ثم بين من خلال تفسير الشيخ حب المغاربة للجناب النبوي الشريف وحبهم لآل البيت، حيث كان هذا الحب وتعظيم أهل البيت مقدما على محبة النفس والأهل.

واختتمت الندوة بتوزيع الهدايا والشواهد التقديرية على المشاركين وضيوف الندوة، وبالدعاء الصالح لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، ولعموم المسلمين والحاضرين، تولاها عضو المجلس العلمي المحلي لعمالة المضيق الفنيدق الأستاذ أحمد بن حمو.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.