نجاح دونالد ترامب: بداية حقبة جديدة للشرق الأوسط وافريقيا

دينبريس
آراء ومواقف
دينبريس6 نوفمبر 2024آخر تحديث : الأربعاء 6 نوفمبر 2024 - 8:35 مساءً
نجاح دونالد ترامب: بداية حقبة جديدة للشرق الأوسط وافريقيا

خديجة منصور
بعد الإعلان عن فوز دونالد ترامب اليوم 6 نوفمبر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، تسود حالة من الترقب في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث من المتوقع أن يؤثر نهجه السياسي على تحالفات المنطقة وصراعاتها.

ومع العودة القوية لترامب إلى البيت الأبيض يتساءل الكثيرون عن مستقبل العلاقات الأمريكية في الشرق الأوسط وتوجهاتها في القارة الأفريقية، خصوصا مع الاوضاع التي يعيشها الشرق الاوسط خاصة في ظل سياسته التي اتسمت سابقا بالدعم المطلق لإسرائيل والضغوط القصوى على إيران، إلى جانب تقوية التحالفات مع دول عربية وأفريقية.

إن تجربة ترامب السابقة عرفت بمواقفه الحازمة تجاه الفلسطينيين ودعمه الكبير لإسرائيل، تضع مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أمام تحديات جديدة.

فقد كانت فترة ولايته الأولى نقطة تحول بالنسبة للعلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، حيث اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، بالإضافة إلى الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان. ويرى الفلسطينيون أن هذه العودة تعني إمكانية إحياء “صفقة القرن” بنسخة أكثر صرامة، ما قد يزيد من عزلتهم السياسية ويعقد مساعيهم للحصول على حقوقهم.

أما فيما يخص الدول العربية، فقد تستفيد من فوز ترامب لتعزيز مكاسبها الإقليمية وتحقيق مزيد من الدعم من الولايات المتحدة.

من جانب آخر ،فإن المغرب قد يكون أحد أكبر المستفيدين من سياسات ترامب السابقة، حيث حصل على دعم لسيادته على الصحراء المغربية . فعودة ترامب قد تفتح المجال لتعميق هذا التحالف وربما افتتاح قنصلية أمريكية بمدينة العيون المغربية .

وفي المقابل، فإن عودة ترامب تشكل تهديداً كبيرا لإيران، التي عانت خلال ولايته السابقة من سياسة “الضغط الأقصى”، حيث فرضت عليها عقوبات أثرت بشكل مباشر على اقتصادها ودورها الإقليمي. ومن المتوقع أن يستأنف ترامب هذه السياسة ويضاعف الضغوط على إيران، مما قد يؤدي إلى تصعيد جديد في المنطقة ويزيد من نشاط الحلفاء الإقليميين لطهران في اليمن وسوريا ولبنان.

من جانب آخر قد تشهد أفريقيا في هذه الولاية محورا جديدا للسياسة الأمريكية، قد يسعى ترامب إلى تعزيز النفوذ الأمريكي لمواجهة الصين التي وطدت علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع العديد من الدول الأفريقية خلال العقد الأخير. ومن المتوقع أن يركز ترامب على توسيع الشراكات مع دول مثل مصر والمغرب وإثيوبيا، من أجل تحقيق توازن استراتيجي أمام المنافسة الصينية. هذا التوجه قد يترجم إلى زيادة الاستثمارات العسكرية والأمنية في مناطق مثل القرن الأفريقي والساحل، بهدف مكافحة الإرهاب وتعزيز المصالح الأمريكية.

فنجاح ترامب يفتح صفحة جديدة في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وأفريقيا، في ظل إعادة ترتيب تحالفات جديدة وتغيير موازين القوى، فالعلاقة مع الإسرائيل واستئناف الضغوط على إيران سيعني تحديات جديدة للعلاقات الإقليمية، بينما قد تجد الدول العربية والافريقية نفسها بين محورين دوليين في خضم تنافس متزايد على النفوذ الاقتصادي والسياسي.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.