حسام الدين درويش. باحث سوري
تداعي أفكار بمناسبة تصريحات الهجري: من برنارد لويس إلى وائل حلاق، مرورًا بإدوارد سعيد والعظم وآخرين..كما تدين تدان ، وكما تخون تُخوَن وتُخان
انتقد برنارد لويس كل من يقول بقابلية وجود علاقة إيجابية بين الإسلام/ المسلمين والحداثة والديمقراطية، متهمًا إياهم بعدم فهم/ معرفة ماهية الإسلام/ المسلمين.
إدوارد سعيد انتقد استشراق برنارد لويس واتهمه بأنه جاهل بتاريخ الإسلام/ المسلمين. كما انتقد إدوارد سعيد رؤية لويس و”الغرب” الجوهرانية “للشرق”.
صادق جلال العظم رأى أن استشراق سعيد (قد) يتضمن استشراقًا معكوسًا (استغرابًا) ورؤية جوهرانية للغرب والشرق.
وائل حلاق تحدث عن جهل إدوارد سعيد بتاريخ الإسلام/ المسلمين، وعن كون سعيد “مستشرقًا”.
على الرغم من أن كتاب وائل حلاق عن “الدولة (الإسلامية) المستحيلة” قد حظي بإعجاب إسلاميين كثر لتضمنه نقدًا شديدًا لأخلاقيات الدولة الحديثة الغربية التي لا تتسق مع “أخلاقيات الدولة الإسلامية”، فقد تعرض لهجوم شديد من إسلاميين/ إسلامويين آخرين.
فمحمد المختار الشنقيطي رأى أن وائل حلاق هو مستشرق جاهل بتاريخ الإسلام/ المسلمين، ورأى مع المرزوقي ان كتاباته تتضمن بثًّا لليأس من المستقبل لدى المسلمين على الرغم من إشادتها بماضيهم “المجيد”.
أعتقد أنه يمكن وصف نصوص وائل حلاق والمرزوقي والشنقيطي بالنصوص الاستغرابية التي تتضمن خطابًا استشراقيًّا معكوسًا، على الرغم من الاختلاف الشديد فيما بينها في بعض الجزئيات المهمة.
أما خشية العظم المحقة من الاستشراق المعكوس فلم تترافق لديه مع خشية مماثلة من التغريب، وهو ما اظن أن العظم قد وقع فيهما، في أحيانٍ (ليست) نادرةٍ.
ما زلت آمل أن أقوم في قادم الشهور وربما السنوات بالتركيز في (قسم من) كتاباتي/ أبحاثي على مسائل “الاستغراب” و”الاستشراق”.
ويخطر لي في هذا الإطار ماحصل لعبد الصبور شاهين الذي قاد حملةً تكفيريةً ضد نصر حامد أبو زيد في خصوص نصوصه عن “نقد الخطاب الديني”، ثم تعرض هو نفسه لحملة تكفير مماثلة بعد بضع سنوات بسبب كتابه “أبي آدم”.
تذكرت ذلك وغيره، بعد أن قرأت أن الهجري يقول إن الطائفة الدرزية قد اختارت مشروع الانفصال، وكل من لا يوافق فيكون باع ضميره. وهو بذلك يُخوِّن كل شخصٍ (درزي) لا يتفق مع رأيه. في المقابل هناك من يرى في الاستنجاد بإسرائيل وبشرفاء العالم في الوقت نفسه لدعم ذلك الانفصال/ الاستقلال خيانة وطرفة في الوقت نفسه.