أديب انور: جهادي مغربي سابق شارك في القتال ببلاد الشام ثم انسحب منه فيما بعد، يحكي عن ظروف وملابسات تجربته بسوريا والخروج منها، وبالخصوص عن “حركة شام الاسلام” بزعامة أحد الشخصيات البارزة في الإطار الجهادي العالمي “أبو أحمد المغربي”:
٤ الخلفية الفكرية لزعيم “حركة شام” إبراهيم بن شقرون:
اشتهر بكنيته في الوسط الجهادي “ابو احمد المغربي” برز في السياق الثوري السوري كأحد أبرز المكونات الإسلامية التي شاركت في الحرب ضد نظام الأسد وحلفائه.
كما يعتبر أحد الوجوه المعروفة في الدوائر السلفية الجهادية: سافر إلى أفغانستان في سن مبكرة 20سنة، حيث تم اعتقاله بعد ذلك بعد اجتياح أمريكا على خلفية تفجيرات 2001 ليودع في سجن جوانتانو لمدة 3 سنوات.
ليرحل بعدها إلى المغرب ويسجن بسبب الانتماء لجماعة التوحيد لـ “محمد رحا” مدة 6 سنوات قضاها بسجن سلا؛ متوجها بعد خروجه إلى الأراضي السورية عبر تركيا ليؤسس “حركة شام الإسلام”.
تميز ابو أحمد بدماثة الخلق وسعة الصدر فهو رجل التسويات في الخلافات سواء في فترة اعتقاله أو تواجده بسوريا، يحاول إرضاء الجميع، مع افتقاره لمهارة التسيير بحسب رواية رفاقه السجن.
كما يعتبر من النوع الذي يتحفظ في مسألة النقاشات العقدية التي طغت على الشباب في السجون وساحات المعارك، ولايمكن تصنيفه ممن تستهويه كثرة المطالعة والتحصيل الثقافي؛ بل أسير لحالة وجدانية ومتأثر بحالة جهادية يبحث فيها عن الشهادة.
أعتقد ان “ابو احمد” هو نتاج حالة جهادية عامة طغت على المشهد الإسلامي في تلك الفترة (قبل عقدين) من حيث التأثر، أكثر من كونه خرج من تحت عباءة أحد المنظرين او الشيوخ.
ومع ذلك نشير الى رافدين هامين قد يكونا لهما دور في بلورة فكر الرجل وأقصد مدرستي “جوانتانامو وسجن سلا”؛ بما كان يتداول في داخلهما من نقاشات وآراء وتوجهات عقدية ومنهجية ترجمت على مستويات نظرية وسلوكية..
ولا نغفل ما كان يشاهده من تصرفات إدارة السجن وموظفيها أمام هؤلاء المعتقلين جعلها تعكس تلك المقولات الموجودة في أدبيات التيار الجهادي، ان سوء المعاملة والتعذيب نابع من مواقف عقدية (الكفر والإيمان) كما هو شأن التفسيرات الإيديولوجية للمواقف المشابهة -الاعتقال- التي عاشها “ابو أحمد”… (يتبع)
المصدر : https://dinpresse.net/?p=12237