مخاوف أوروبية من تصاعد تهديد “داعش” بعد سقوط الأسد

دينبريس
تقارير
دينبريس9 ديسمبر 2024آخر تحديث : الإثنين 9 ديسمبر 2024 - 4:01 مساءً
مخاوف أوروبية من تصاعد تهديد “داعش” بعد سقوط الأسد

حذر السير أليكس يونغر، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطانية MI6، من أن الفوضى التي قد تنجم عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا قد تؤدي إلى تصاعد خطير في التهديدات الأمنية التي يمثلها تنظيم “داعش” على أوروبا.

وأوضح يونغر، خلال حديثه لبرنامج “توداي” على إذاعة BBC Radio 4، أن آلاف مقاتلي التنظيم المحتجزين حالياً لدى القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة قد يتمكنون من الفرار إذا توقفت هذه القوات عن أداء مهمتها، مما قد يخلق تداعيات أمنية خطيرة على المستوى الأوروبي.

وأشار يونغر إلى تعقيد الأوضاع في سوريا، محذرا من أن محاولات فرض التغيير السياسي من الخارج لم تكن ناجحة تاريخياً، ومشددا على أن مستقبل سوريا يجب أن يقرره الشعب السوري نفسه. ومع ذلك، أكد أن أوروبا تواجه مصلحة حيوية تتعلق بمصير الآلاف من مقاتلي “داعش” المحتجزين، ما يجعل استقرار المنطقة أولوية أمنية قصوى.

وفي سياق متصل، نفذت الولايات المتحدة ضربات جوية دقيقة استهدفت مواقع تابعة لتنظيم “داعش” في سوريا، بهدف منع التنظيم من استغلال الفراغ الأمني لإعادة ترتيب صفوفه، لكن السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام حذر من أن هذه الضربات وحدها لن تكون كافية، مشيرا إلى أن أي تراجع في الدعم المقدم للقوات الكردية قد يؤدي إلى “كابوس أمني” يتمثل في هروب مقاتلي التنظيم المحتجزين.

ومع اقتراب تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه، تتزايد المخاوف من احتمال انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وأكد يونغر أن هذا السيناريو سيترك أوروبا أمام تحديات أمنية كبيرة، لافتا إلى أن القوات الأمريكية تلعب دوراً محورياً في دعم القوات الكردية التي تعد خط الدفاع الأول ضد التنظيم.

وحذر من أن انسحاب القوات الأمريكية سيجعل أوروبا بحاجة إلى تحمل مزيد من العبء لدعم جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة.

في المقابل، تعهد الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بمواصلة العمليات العسكرية في سوريا لضمان عدم استغلال تنظيم “داعش” لأي فراغ أمني لإعادة بناء قدراته، كما أكد دانيال شابيرو، نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي، أن الهدف الأساسي للوجود الأمريكي في المنطقة هو تحقيق “هزيمة دائمة” للتنظيم وضمان بقاء مقاتليه المحتجزين قيد السيطرة.

وسط هذه التحديات، تتصاعد المخاوف بشأن مستقبل سوريا، وتأثير التحولات الجيوسياسية على الأمن الأوروبي، ويبقى مصير التعاون الدولي، خاصة بين الولايات المتحدة وأوروبا، عاملا حاسما في تحديد كيفية مواجهة هذه التهديدات المتزايدة.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.